صفحة «صالح» الجديدة

مع تصاعد الأحداث في اليمن والقتال بين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي المدعومة من طهران، أرسل إلي صديق يمني عبر «واتساب» صورة معبرة بعنوان: «ما يحدث في اليمن»، والصورة لثعبان يغير جلده.
لم يكن الحوثي شيئاً مذكوراً في اليمن لولا استخدامه من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، طوال سنوات استخدمه داخلياً في الصراعات مع خصومه، واستخدمه خارجياً في ابتزاز جيرانه، وسمح لإيران بإمداده بالأسلحة، وفتح أبواب العاصمة صنعاء له، وسهل الدرب إلى عدن، ثم ترك المشهد للحوثي حتى تضخم الأخير واحتل كامل الصورة.
طالب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في خطابه الأخير، بفتح صفحة جديدة في العلاقة مع الجيران، وبخاصة السعودية، والمشكلة كثرة الصفحات «الجديدة» التي طالب بها سابقاً ثم أحرقها. وحتى عندما أصابه الحرق واحتضنته الرياض للعلاج واصل ألاعيبه داخل اليمن وخارجها، سياسته التي أطلق عليها اسم «الرقص على رؤوس الثعابين».
السياسة لها طرقها، وإذا كان هناك نتفة من ثقة في الصفحة الجديدة التي يطالب بها صالح فعليه، إذا استطاع وتمكن، أن يسلم قيادات الحوثي لقوات التحالف العربي لمحاكمتهم، ربما لو اتخذ هذه الخطوة يعيد بعض الثقة المرحلية بشخصه.
أما الحوثي فلا يصح القبول بدور له، حتى الدور السياسي؛ لأن اليمن متقلب، والتسليح أمره متيسر، والكمون مع العمل طويل النفس هو ديدن إيران في تقوية عملائها.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.