«سطول» التواصل

في رسم كاريكاتوري متداول على شبكة الإنترنت، يصور الرسام وسائل التواصل بصورة فريدة معبرة، إذ تظهر من منظر علوي أربع غرف، في كل غرفة شخص يحمل «دلواً» سطلاً، ويقوم برشق ما فيه على الغرفة المجاورة، كل واحد من سكان الغرف الأربع يقوم بالعملية نفسها مع جاره الآخر، والمحتوى في كل سطل يعاد رشقه أو إرساله إن أحببت واحد، وفي الغالب هو غسيل معاد تدويره، وهو ما يحدث في أغلب رسائل ومقاطع وسائل التواصل على اختلافها، يعاد لك ما ترسله، ثم تعيد إرساله لمن تظن أنه لم يشاهده، وكأنك مراسل متفرغ، أو مجند متطوع لهذا الغرض، ترى بعض الناس يحرص على الكتابة والإرسال وهو يقود السيارة… في منعطف، أو وهو يمشي على رصيف الله أعلم بحاله.
والمشكلة أن وسائل التواصل خرجت عن خط التواصل إلى الخط الإخباري والتسلية والإعلان والصحة، تحولت هي الأخرى إلى مجالس واستراحات افتراضية، أصبحت لها وظائف متعددة حتى لم يعد لها وظيفة بالمرة، فلم يعد لإشعار أو تنبيه الإرسال أهمية تذكر بسبب هذا الخلط. والنتيجة أنها تحولت إلى وسائل مملة وأحياناً مزعجة فقدت قيمتها المفترضة، ما ينذر ببدء الانصراف عنها وتركها، بالتأكيد سيحتاج هذا إلى وقت، لكن مؤشراته تظهر في الأفق.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.