الارتباك وصناعة نموذج

أحالت شرطة الرياض القائمين على عرض أزياء مختلط قامت به «أكاديمية» للتجميل إلى النيابة العامة، وحدد بيان الشرطة الأسباب في ما بين قوسين «حيث ثبتت مخالفة الجهة المنظمة للتعليمات المبلغة في هذا الشأن، وعدم حصولها على التصاريح اللازمة». اتخذت الشرطة هذا الاجراء بعد استنكار في وسائل التواصل اعقبه صدور أمر ملكي بإعفاء محافظ هيئة المشاريع المتوسطة والصغيرة من منصبه، والذي كان حاضراً عرض الأزياء، ثم غرد حسابه في «تويتر» مستنكرا ما صاحب العرض من مخالفات «تستنكر الهيئة ما صاحب افتتاح أكاديمية نضرة للتجميل الأربعاء الماضي في الرياض؛ والذي لا يمثل تقاليدنا الإسلامية، إذ إن العرض المقدم خلال الحفلة لم يكن للهيئة علم به».
هذا المشهد لا يختلف كثيرا عن بعض فعاليات هيئة الترفيه، بعض منها أوقف قبل اقامته، وبعض اعتذر عنه بعد ردود فعل مماثلة، لكن في عرض الأزياء كان المحافظ حاضراً.
هذه المعطيات توضح لنا ان الارتباك هو السائد في تلمس النموذج المقبول دينيا واجتماعيا، وأعتقد والله أعلم ان من الأسباب لهذا الارتباك وعدم وضوح هوية النموذج المناسب ناتج من عزلة المسؤول في المنشأة داخل حلقة ضيقة، وترك مقاليد هذه «الفعاليات» والنشاطات للمتعهدين من شركات التنظيم والعلاقات العامة والإعلان والتسويق، وهي شركات تبحث عن اكبر صدى وجذب بعيدا عن ايجابيته او سلبيته، إضافة الى ان القائمين عليها في الغالب أجانب بعيدون عن المجتمع.
إن التحدي هو في صناعة وترسيخ نموذج مقبول يجمع بين المحافظة على الهوية دينيا واجتماعيا وفتح المجال امام المرأة ونشاطات تعنى بشؤونها، وهذا لن يأتي باستيراد القوالب الجاهزة من الخارج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.