سهولة الاصطياد

كانت المفاجأة في سهولة قتل أو إعدام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، تبخَّرت الحراسات والقوات الخاصة والحرس الجمهوري هكذا فجأة، وتلاشى معها الدهاء الذي وُصِفَ به. من المدهش أن الثعلب صالح وبعد مواجهات مسلحة يلقي خطاباً صريحاً متلفزاً ضد حليفه الحوثي الإيراني، من دون أن يكون مطمئناً لأمنه الشخصي؟ هذه المعطيات تشير إلى احتمالين، الأول أن قوة صالح المزعومة تآكلت بعد سنوات من تمكينه الحوثي للسيطرة على صنعاء، وأن الحوثي استطاع اختراق ما تبقى من أجهزة موالية لصالح بما فيها حلقته الضيقة، فيما الأخير مثل كل ديكتاتور متفرد يعيش وهم القوة، في حين لم يبقَ له إلا رصيد تاريخي رمزي لزعامة عند مؤيديه، أضف إلى ذلك أن مفاصل الدولة، بما فيها الإيرادات المالية، وهي السلاح المؤثر، أصبحت بيد الحوثي منذ سيطرته على صنعاء، الاحتمال الآخر، أن قوة دولية استخباراتية استدرجت صالح تحت غطاء ضمان الحماية، ليقدم هدية لغريمه الحوثي في صفقة غامضة.
ما يعزز هذا الاحتمال أن كلاً من صدام حسين ومعمر القذافي قتلا بالطريقة نفسها وبتدخل دولي. آخر الروايات عن مقتل صالح أنه قتل في منزله، وبعد التمثيل بجثته نقل بعد ساعات إلى منطقة بعيدة، لتصويره على أنه هارب لكسر معنويات مؤيديه.
رفاق صالح من حزب المؤتمر وبعد قتله والتمثيل بجثته وتصويرها مع عدد من مرافقيه من حليف الأمس «المذهبي» والسياسي، أصبحوا يعيدون تأكيد المؤكد عن الحوثي الإيراني الطائفي وغدره وخيانته، وهذا ما رفضوا الاقتناع به في وقته المناسب طلباً للسلطة.
الآن الشرعية اليمنية برئيسها عبدربه هادي ونائبه علي محسن الأحمر أمام تحدٍّ كبير، وربما فرصة أخيرة، للاستفادة من هذا التطور المهم لقلب المعادلة لصالح الشرعية داخل اليمن، وهذا يحتاج إلى دهاء سياسي، فهل تصدُق فراسة صالح في هادي أم لا?

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.