شهادة مرورية للنساء

تصريح المدير العام للمرور العميد محمد البسامي، الذي ذكر فيه «إن المرأة أكثر احتراماً لأنظمة السير، وهي أحق بالريادة»، لا يُعرف على ماذا استند للخروج بهذه «الحقيقة المرورية»؟ فالاحترام هنا يقصد به – كما أظن – التزام أنظمة السير، ولا يمكن الجزم بمثل هذه المعلومة والمرأة لم تقد سيارة في شوارعنا في شكل رسمي حتى الآن، ويندر إمساكها المقود منذ أن دخلت السيارة بلادنا!
من باب التفسير لا التبرير، يبدو أن للحماسة و«الحفز» دوراً في صدور هذا التصريح، وخصوصاً وقد قيل خلال إطلاق مشروع «قيادة آمنة»، وهو مشروع لتثقيف وتوعية منسوبات التعليم في المملكة بقواعد ولوائح وأدبيات قيادة المركبة. مع أن «الأكثر احتراما لأنظمة السير» لا يحتاج إلى توعية وتثقيف، وإلا فكيف حصل على هذه الشهادة! هنا اقترح على كل امرأة تعتزم قيادة مركبة؛ أن تحتفظ بصورة من «الشهادة، ربما تحتاج إليها مستقبلاً.
إنما لنأخذ التصريح من باب التشجيع على الالتزام، لكن ما لم أفهمه…أكثر هو الجملة الأخيرة، بحسب المنشور، «وهي أحق بالريادة»! يبدو لي أنها تأتي تبعاً لـ«الأكثر»، وليته قال هي أحق بالقيادة لكان الرجال ارتاحوا منها – من قيادة السيارة أقصد – لئلا يذهب تفكيركم بعيداً. تخيل معي لو منع الرجال أسبوعاً من قيادة السيارات لفتح المجال «للأكثر التزاماً بأنظمة السير»، وكيف ستكون طرقاتنا هادئة وجميلة ومعطرة و«ممسكرة»؟!
لنتفق مع شهادة سعادة مدير المرور للمرأة في احترام أنظمة السير؛ المدير دائماً على حق! السؤال المهم والمقلق: هل أحوال طرقاتنا وشوارعنا، من ناحية الإدارة المرورية، جاهزة لاستقبال الضيوف الأكثر التزاماً بأنظمة السير؟ أليس الواقع المروري المر الذي نعيشه سيلوث هذا الالتزام ويجبرهن على اللحاق بالركب لنصبح «في الهوا» المروري «سوا» رجال ونساء؟
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.