قائد المركبة الخفي

قبل سنوات نشرت صحيفة «الرياض» كاريكاتيراً لأحد رسامي الصحيفة أحدث ضجة وقتها، وأظن – إذا لم تخني الذاكرة – أن الرسام أوقف فترة من الزمن، الكاريكاتير يصوّر سيارة من الداخل، السائق جالس في مكانه، لكن مقود السيارة ممتد إلى المرتبة الخلفية أمام امرأة. الرسم عبّر عن حالة مرورية، لكن الرقيب أخذه بمنحى آخر.
من المؤكد أن نسبة من الحوادث المرورية في طرقاتنا سببها التوجيه المتأخر للسائق من السائق الخفي، لينعطف يميناً أو يساراً، أو يتوقف التزاماً بالأمر الصادر، من دون مراعاة أوضاع السيارات الأخرى في الطريق.
العميد محمد البسامي مدير المرور أوضح لي مشكوراً حقيقة إشارته إلى أن النساء أكثر التزاماً بقواعد أنظمة السير، وأنها جزء اقتطع من سياقه في كلمة له بملتقى لتوعية منسوبات التعليم حول القيادة الآمنة، استعداداً ليوم 10/10.
والواقع أن تغريدة حساب وزارة التعليم والأخبار التي نقلت عنه اجتزأت هذه الجملة من كلمة مدير المرور التي أرسل لي نصها، إذ نبه في البداية إلى دور السائق الخفي في الحوادث كما أشرت أعلاه، ثم أبدى تفاؤله بأنه مع قيادة المرأة سيتلاشى السائق الخفي ويبرز السائق الذكي، ولا أعتقد أن أحداً من القراء يختلف معي حول ذكاء المرأة! نأمل أن يشمل هذا الذكاء قيادة المركبة واحترام حقوق الآخرين، ولتأكيد أنها الأكثر التزاماً بقوانين السير «عالمياً»، أرسل لي مدير المرور جملة إحصاءات عالمية، تشير إلى ريادة المرأة في هذا المضمار، أي القيادة الآمنة مقارنة بالجنس الخشن.
وحول الجزء الثاني من المقال عن أحوال الحركة المرورية مع اقتراب دخول الضيوف الجدد للمضمار، طمأنني مدير المرور قائلاً إنهم يعملون حالياً بطريقة مختلفة عن السابق، لبناء استراتيجية جديدة تتغلب على تراكمات مختلفة من تخطيط الشوارع إلى إدارة الحركة، نأمل خيراً، وندعو للإخوة الأعزاء في إدارة المرور بالتوفيق والنجاح في مهمتهم التي طالما انتظرنا تحسناً ملموساً فيها.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.