اللئيم والتمرد

يعزي البعض أنفسهم ببيت الشعر العربي الشهير، عند كل موقف يرون فيه غدراً أو جحوداً ونكراناً للجميل، إذا أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا، لكنهم في واقع الأمر يدارون خيباتهم في الاختيار وفشل بوصلة فراستهم، لأن الفارق بين الكريم واللئيم مسافات ضوئية لا تحتاج إلى كثير من الفحص والتدقيق، كما ان هناك ألواناً من الخصال متعددة ما بين الكريم واللئيم، فاللؤم يفضح صاحبه ويظهر في كل تصرفاته حتى البسيطة منها، له بريق حاضر في العيون يلمع، لا تخطئه العين السليمة، وهو خصلة، حتى لو تم إخفاؤها بمهارة، تظهر وتطفح، وإذا كان الشخص لئيماً مع غيرك فهو لا بد سيكون عند أول فرصة لئيماً معك، التوقيت وتقلب أحوال العلاقة هما ما يحددان لحظة إعلان لؤمه.
واللئيم يجاهر بلؤمه عند شدائد تصيبك أو عند استغنائه عنك، فلو كنت في منافسة مع آخر، وهبت رياح لمصلحته، فستجد أن صديقك أو موظفك القديم أو حتى رفيقك اللئيم لا ينحاز إلى صفه فقط، بل يقدم له كل ما لديه ضدك، فهذه هي أوراق طلب الاعتماد. اللؤم لدى اللئيم رأسمال، ومن أدوات التسلق، فإذا كنت قد «استثمرت» في رأس المال القذر هذا فلا تلومن إلا نفسك، واترك الكريم في حاله لا تضعه في مقارنة بائسة وظالمة مع لئيم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.