خامنئي في مواجهة المستضعفين

التظاهرات في إيران، بتعدد مواقعها واستهداف شعاراتها بوضوح لرموز نظام الملالي، ليست حدثاً عادياً ولا حالة معزولة. وتشير الأخبار أمس، إلى مزيد من اتساع رقعة الاحتجاجات وصدامات مع قوات الباسيج واستدعاء لقوات الحرس الثوري.
وتختلف هذه التظاهرات عن غيرها أنها موجهة ضد النظام ذاته وليست صراع أجنحة داخله.
الثورة الخمينية بَنَتْ خطابها على أحلام المستضعفين وأعلنت حمايتها حقوقهم واستغلت الوعود بتحقيق تطلعاتهم، وركز الخطاب على مواجهة قوى «الاستكبار» و «الطغيان»، ودعم «الشعوب المظلومة». وما أن تم الإمساك بزمام السلطة حتى حولت إيران إلى دولة ميليشيات في الداخل والخارج، ليصبح الحرس الثوري يد النظام الحديد، القوة الرئيسية والمسيطرة على الاقتصاد والسياسة.
وساهمت سياسات القوى العظمي، خصوصاً الولايات المتحدة في دعم بقاء النظام وتمدده في العراق وسورية واليمن ولبنان بطرق مختلفة وغير مباشرة مع الاحتفاظ بالحروب الإعلامية المعلنة.
أثبت نظام الملالي خلال العقود الماضية وخصوصاً العقد الأخير أنه في مقدم قوى الاستكبار والطغيان داخل إيران وخارجها. فماذا سيفعل نظام شمولي اعتلى خطاب نصرة المستضعفين أمام احتجاجات هؤلاء المتصاعدة ضده. من المؤكد أن نظاماً قمعياً مثل نظام طهران سيواجه التظاهرات بالحديد والنار، مستغلاً عزلة الداخل الإيراني عن الإعلام العالمي، فالمؤثر الإعلامي الخارجي ضعيف إلا أن التمدد الإيراني، بكلفته الضخمة البشرية والاقتصادية وارتداداته الظاهرة على السطح، ستبقي جمرة الاحتجاجات مشتعلة مستندة على يأس واحباط تعاني منه الشعوب الإيرانية. ومن يتابع تصريحات رموز النظام الموجهة للداخل هذه الأيام يعلم مدى إحساسهم بالخطر. والمتوقع أن يؤدي هذا التطور المهم إلى انشغال النظام في الداخل اكثر وهو ما سيؤثر في أذرعه المنتشرة في الدول العربية وهي فرصة للقوى الوطنية في الدول العربية التي دفعت ثمناً باهظاً لتدخلات نظام خامنئي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.