الثقة والعمل «الجماعي» الخليجي

طالب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح بـ «العمل الجماعي» لمواجهة التحديات و «الحفاظ على مكاسب وإنجازات» دول الخليج وشعوبه، وقال في كلمة وجهها في اجتماع رؤساء مجالس الشورى والنواب والأمة في دول مجلس التعاون الخليجي، إن الخلاف الحالي بين دول المجلس «عابر مهما طال».
خطاب الشيخ صباح يحمل نوايا صادقة تجاه حل الأزمة مع قطر وعودة الوئام للعلاقات الخليجية، وهو بالضرورة يطرح السؤال هل من الممكن ذلك؟ والواضح أنه أمر عسير على التحقق لذا يمكن فهم ما تضمنه الخطاب على أنه من قبيل التمنيات.
إن جوهر المشكلة يمكن في أن الثقة المتبادلة ضربت في مقتل نتيجة ما أصبح موثقاً والجميع يعرفه الآن من مؤامرات وخطط عملت عليها ودعمتها السياسة القطرية لضرب استقرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وبعد ذلك عدم الوفاء بالتزامات مكتوبة كان يفترض لو التزم بها أن تنهي هذه الأزمة. والنوايا تصدقها الأفعال لا الأقوال ولا تعهدات لا يلتزم بها.
والمتابع يرى أن السياسة القطرية على رغم فشلها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية في بلدان عربية لم تحاول فهم واستيعاب أن زمن سياسات المجاملات و «حب الخشوم» الخليجي انتهى، لم تستطع قراءة أن السيل بلغ الزبى، والسبب أنها عاشت ردحاً طويلاً من الزمن على استغلاله حتى أدمنته، فكان الهروب إلى الأمام بالإنكار ثم التصعيد لتتحول وسائلها الإعلامية، وهي المعبرة عن سياسات الدوحة، إلى منبر لإيران وخامنئي ولميليشياتها في اليمن في شكل مفضوح. وحتى في مسألة إعلامية صرفة مثل تغطية الاحتجاجات الضخمة في إيران انكشفت حقيقة نوايا السياسة القطرية وأولوياتها البعيدة عن محاولة رأب الصدع، وهكذا تحولت القناة الشهيرة لقطر إلى نقمة عليها عربياً وحتى إيرانياً شعبياً. إن دور الكويت كوسيط مرحب به من كل الأطراف أن تعمل على إعادة بناء الثقة، وفي الحقيقة من السهل قول ذلك لكن من الصعوبة بمكان تحقيق نجاح ملموس فيه في ظل الأوضاع الراهنة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.