بائع الشاي

مقطع حظي بالانتشار على الواتساب لمفكر أو فيلسوف هندي يدعى «سادقورو» في مقابلة له، تحدث عن بائع الشاي في الهند الذي لا يتردد في إخبارك كيف يجدر برئيس الوزراء أن يقوم بعمله، وربما يخبرك أيضاً كيف أن لاعب الكريكيت لا يعرف طريقة الضرب بالمضرب! أي انه يملك نصيحة لكل شخص ولكن المشكلة حسب المفكر الهندي ان بائع الشاي لا يجيد اعداد شاي جيد . ومربط الفرس هنا في عدم اتقانه لعمله في حين عدم تردده بالمبادرة لإسداء النصح هنا وهناك وفي شؤون هو أبعد ما يكون عن معرفة دواخلها ومشكلات تعترض حلها.
ولا شك في أن هذه حال الكثيرين في العالم وهو أكثر شيوعاً في العالم الثالث، لكن هناك نقطة عمياء يجدر القاء نظرة فاحصة عليها. وكنت قبل مشاهدة ذلك المقطع أتأمل في أسباب انجاز الفرد في العالم المتقدم مقارنة بغيره في العالم الثالث، فوجدت أن من بين تلك الأسباب أن كثيراً من القضايا التي تهمه إما محسومة أو يتم العمل على إنجازها بصورة مقنعة له، إضافة إلى وجود ممثلين حقيقين له يتصدون لقضايا تعنيه فلا ينشغل بها عن الالتفات لعمله الأساسي، وجود رصيف مهترئ وحفر وفتحات تصريف تبتلع مشاة يدفع بالفرد للتساؤل عن أحوال البلديات على سبيل المثال ويقدم لها النصح، وفي نموذج بائع الشاي هندياً كان أو غير هندي أيضاً إذا كانت أحوال تجارة الشاي والرصيف الذي يقف عليه للبيع جيدة ومستقرة، فهو لا شك سيعتني بما يقدمه من خدمة لزبائنه ربما يخفف من نصحه للآخرين إلا بالطريقة الأنسب لعمل كوب شاي معتبر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.