حرب الكبتاغون

لا أعلم بكم تقدر تكاليف مكافحة المخدرات، لكن من المؤكد أنها ضخمة جدا، سواء التكاليف المباشرة أم تكاليف أثر المخدرات نفسها، فمن جهود مكافحة التهريب والبحث والتحري إلى ما تحدثه من خسائر في الأرواح والصحة، يضاف إلى هذا جرائم تقع بسبب تعاطيها، ولأن الهم الاقتصادي حاضر ركزت على هذه الزاوية من قضية المخدرات وأثرها الاجتماعي لا يخفى على فطن.
من أهم أصناف المخدرات التي تهرب إلى السعودية ودول الخليج حبوب الكبتاغون، وخطرها معروف، ويستخدم لتهريبها كل ما لا يخطر على البال من إرساليات الخضار والفواكه حتى البصل تم حشوه بالحبوب المخدرة إضافة الى سلع أخرى.
موقع جنوبية اللبناني كشف عن وجود 60 مصنعا لإنتاج حبوب الكبتاغون المخدرة في لبنان لتصديرها لاحقا إلى السعودية ودول الخليج، كما أشار إلى أن بداية تصنيع هذا النوع من المخدرات بدأت في سورية، وليس سرا أنه أيام الوئام بين الدول العربية وفي ظل نظام الأسد بسورية كان لمعامل تصنيع الحبوب المخدرة حماية من متنفذين في النظام.
الآن ومع الكشف عن مصانع بالعدد في لبنان وقبله فضائح استيراد آلات التصنيع وضلوع حزب اللات اللبناني في «استغلال» أموال تهريب المخدرات لتمويل مشاريعه الإرهابية في العالم العربي، وثبوت علاقته بالمخدرات دوليا، لماذا لا يتخذ موقف واضح من السعودية ودول الخليج ضد حكومة لبنانية تدعي السيادة والاستقلال؟ إذا لم يتم اتخاذ موقف جاد لوقف الاستيراد من لبنان فإن لعبة القط والفأر باهظة الثمن ستستمر وتتصاعد ونحن الخاسرين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.