فضيحة في المريخ

مع أن وسائل الإعلام العالمية أولت اهتماماً كبيراً بالفضيحة الأخيرة لشركة «فيسبوك» التي طاولت بيانات أكثر من 80 مليون مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي، فإن جهاتنا الرسمية المعنية بالتقنية والاتصالات، من وزارة الاتصالات إلى هيئة الاتصالات، لم تتفاعل مع هذه الأخبار، وكأن الفضيحة حدثت في كوكب المريخ! وهو ما يشير إلى أن مدى اهتمام هذه الجهات بخصوصية بيانات مستخدمي وسائل التواصل من المواطنين والمقيمين في بلادنا اهتمام منخفض، إن وجد.
المفترض أن وزارة الاتصالات والهيئة التي تشرف عليها، هي الجهة المعنية بالعمل على عدم انتهاك بياناتنا، لكننا لا نرى أي حضور منها، فهل هي مطمئنة إلى الوضع، أم تعمل بالمثل الشعبي «الموت مع الجماعة رحمة»؟
من المتوقع أن فضائح الشبكات الاجتماعية العالمية من هذا النوع ستتوالى، بعد فضيحة «فيسبوك»، فخلال السنوات الماضية استخدمت وسائل التواصل الاجتماعية والإعلامية للاستقطاب السياسي والفكري، بما فيها التجنيد والترويج للجماعات الإرهابية، إضافة إلى «فخاخ» النصب المالي، من دون رد فعل نوعي من الجهات المعنية.
وقبل تفشي هذا، وقبل توسع الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، كانت مؤشرات مستقبل الإعلام وتغيراته واضحة للمراقب والمهتم، إذ فكرت أنا وعدد من الأصدقاء في أهمية إيجاد وسائل تواصل وإعلام رقمي لنا تحت إدارة محلية تنشأ من بلادنا، لتدير ولا تدار من الخارج، وبالفعل تم إجراء دراسة جدوى معمقة، مع خطط تنفيذية من خبراء في التقنية والإعلام، حول أحدث ما تم التوصل إليه، وتوقعات المستقبل وتوجهاته، لكنها للتنفيذ احتاجت إلى تمويل وإسناد، ولم يتحقق ذلك، على رغم محاولات حثيثة مع جهات رسمية وقطاع خاص لتبني الفكرة. في ذلك الوقت لم ير محفزا، فالقطاع الخاص يبحث عن ربح سريع، والقطاع العام كان في عالم آخر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.