نظام إرهابي لا يُمس

الغرب لا يريد إطفاء لهيب الحرائق في سورية بل تغيير لون اللهب، ليس هدفه تغيير النظام ولا إزاحة نظام الأسد ولا زيادة التوتر!
هذا معلن بصريح العبارة، ولم يجد بعد البعض من تعليق على الضربة الجوية الغربية لمواقع لجيش نظام الأسد في سورية أو تخريج لها سوى أنها رسائل إلى روسيا. لكن أين إيران من كل هذا؟
نظام طهران في سورية أكبر المستفيدين مما يحدث وأقل المتضررين، ولم يمسه سوء من القصف الصاروخي الأخير ولا ما سبقه، على رغم أنه يشارك بالعدة والعتاد نظام الأسد الكيماوي منذ سنوات في القتل والتهجير، مستقدماً ميليشيات المرتزقة الطائفية لإنقاذه، مستمراً بخرق قرارات مجلس الأمن في اليمن.
تبدو إيران غير مرئية في المشهد الصاروخي، وكأنها ليست «أساس» البلاء، تبدو مثل ضيف شرف مطلوب من كل الأطراف الفاعلة.
يبني نظام طهران في سورية مستوطنات إيرانية ويزرع المستوطنين الجدد من أفغانستان وإيران في أرض السوريين المهجَّرين ويمارس التطهير الطائفي والعرقي، وكل هذا لا يمس ولا تأتي قرارات أممية على ذكره. هذا التعامي الغربي على ما تفرضه إيران من أمر واقع، مع عدم المساس بقواتها المنتشرة في معظم أراضي سورية ودعمه للإرهاب العابر للحدود في أكثر من دولة ماذا يعني؟
ما يجري من تعامٍ غربي ومساندة روسية لا يستهدفان في المحصلة سوى تمكين نظام طهران من الأرض السورية، استكمالاً لما جرى في العراق، وسواء أكان هناك خلاف حول بقاء الأسد أم إزاحته، فإن غير المختلف عليه هو بقاء حضور نظام طهران وسيطرته على سورية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.