شاهد اعتراض صاروخ

الهوس بتصوير مواقع اعتراض وسقوط شظايا صواريخ الميليشيات الحوثية الإيرانية ليس له مبرر سوى سذاجة واستهتار بأهمية وخطورة تقديم هذه المعلومات للعدو. إيران عدوة والحوثي عدو وكل المتعاطفين معهما الظاهرين والمندسين، فهل من المعقول أن تتحول إلى ما يشبه جاسوس متطوع للأعداء؟!
هذا الهوس أساسه البحث عن الأضواء ولفت الانتباه وحصد المتابعين وأيضاً اللقافة، وإلا فما الفائدة التي يجنيها شخص صور ونشر وآخر سارع بوضعها في حسابات التواصل مع دعاء بأن يحمي الله الوطن؟! فما هو دورك أنت في حماية الوطن، ألا تستطيع كبح جماح رغبتك في الانتشار لأجله؟
ومن المستغرب أنه لم تقم جهة رسمية بتجريم هذه الممارسات على رغم كل الضخ الإعلامي التوعوي والتحذيري القانوني أحياناً من سوء استخدام وسائل التواصل في ما يخص خصوصية الفرد، فكيف بمعلومات ينتظرها العدو ليعيد استخدامها في حربه الإعلامية النفسية ويخطط مستفيداً منها لعدوانه العسكري.
إن التهوين من هذه الممارسات مرده التعود عليها، وهو مماثل لمن يسخر من قضايا خصوصية البيانات للأشخاص في حين يرفض مؤسس أكبر شركة عالمية «فايسبوك» تستغل بيانات الأشخاص، مشاركة معلومات شخصية «عادية» عنه مع الآخرين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.