الجرب في التعليم

كان الأطفال حينما يتخاصمون زمان، وتصل الخصومة حد الزعل، يقول أحدهم للآخر: «جرب».. وأحيانا «جريب» تصغيراً للجرب بحسب حجم الخصومة، وهو إعلان للقطيعة؛ فالمرض يحتّم عدم المخالطة، والخلافات بين الأطفال تفعل الفعل نفسه، فالجرب كان معروفا ومنبوذا من يصاب به.
فجأة ظهرت حالات من مرض الجرب في مدارس وتركزت عليه الأضواء، لتعلن حالات إضافية منه هنا وهناك، ويبدو أن تركز الأضواء على أمر ما أو قضية يزيد من حضورها، أو لنقل تشد الانتباه لها والبحث عنها ثم تسليط الضوء عليها، والمرض سببه حشرة تنتشر في البيئة غير النظيفة والملامسة، إضافة إلى استخدام أدوات المصاب بالجرب تنشر العدوى، وفصول المدارس «المزدحمة» من أن سب البيئات لذلك.
عدم الاكتشاف المبكر للمرض والتعامل معه، إضافة إلى إعلان حالات في مدارس أخرى مختلفة بعيدة عن بعضها، يؤكد وجود خلل في الجهاز العصبي لوزارة التعليم، كبر حجم الوزارة وتعدد المستويات الإدارية وتركز الاهتمام على ما يثار في الاعلام أو ما تثيره تصريحات الوزير في الإعلام، جعل المدرسة ركناً قصياً نائياً عن الوزارة الأم، ربما هذا سيعيد تفعيل ملف الصحة المدرسية وأهمية وجودها، فالطلبة أمانة في يد وزارة التعليم والمحافظة على صحتهم من مسؤولياتها، وإذا كان الجرب مرض يكشفه كثرة الحكة الشديدة وظهور البثور فإن الجرب الإداري صعب اكتشافه، لأنه متلون ويظهر بـ«زيٍّ» براق نظيف وقد يجد من يروج له على أنه علاج فعال.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.