المحتوى والمحشي

أصبح الحديث عن المحتوى وصناعة المحتوى سائدا ومكررا، وبرز الاهتمام به أكثر كأحد الحلول مع الصعوبات التي تواجهها وسائل الإعلام التقليدية، وخصوصا الصحف الورقية، والمحتوى أيضا يهتم بالحديث عنه حين التطرق إلى المحتوى العربي في شبكة الإنترنت، إذ إنه ضعيف وقليل مقارنة بغيره، ويحتاج الى جهود مؤسسية لإثرائه وفرز الجاد المفيد عن غيره.
لكن الطرح حول صناعة المحتوى غالبا لا يتطرق إلى مضامين المحتوى المطلوبة والمرغوبة وما نحتاجه منها من باب الألويات لمقابلة المتغيرات المتسارعة في عالمنا المهرول، بل ينزلق الطرح إلى تركيز محصور بحديث عن الوسائل والأدوات، والحاجة لوسائل الإعلام مع تغيرها وتشظيها باقية، المتغير هو طريقة وأدوات العرض وسبل الوصول للمتلقي وجذبه، في خضم البحث عن هذه الوسائل «التقنية» في الغالب ضاع الاهتمام بمضمون المحتوى، الذي يحدث حالياً في وسائل الإعلام، أنها تحاول اللحاق بالركب التقني من خلال إعادة إنتاج المحتوى القديم بعد اختصاره وتتبيله بوسائل التقنية الجديدة، إعادة إنتاج المنتج بتغليف جديد لن يحقق الجذب ولا المنافسة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.