هل تندلع الحرب؟

لنظام الإيراني في وضع حرج غير مسبوق، يمكن القول إنه بين فكي كماشة في ما يخص الاتفاق النووي وتداعيات تطوراته. واشنطن أعلنت انسحابها من الاتفاق مع فرض عقوبات في حين أعلنت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق التزامها به، ولم يكن لنظام الملالي من خيار سوى الاستمرار مع المستمرين، لذلك فهي تلتزم بالاتفاق مع عقوبات اقتصادية أميركية وضغوط على الشركات الأوروبية التي أمهلتها واشنطن أشهراً عدة للخروج من إيران.
الشركات الأوروبية الضخمة في طريقها للخروج، ما يعني توقف مشاريع ضخمة خصوصا في الغاز والنفط، وفي الاتفاق الأوروبي سيراقب والأميركي يعاقب وسط وضع اقتصادي إيراني مهلهل واستمرار احتجاجات شعبية لأشهر عدة.
تم استدراج إيران والطعم كان استغلال هوس نظامها الطائفي بتصدير الثورة والأرض العربية هي الميدان، وكان تسليم السلطة في العراق لأحزاب إيرانية الهوى بتلك الطريقة الفاضحة مبعث استغراب وتساؤل. ويمكن الآن تحديد الهدف البعيد، وظهرت حقيقة ما يقال عن الدهاء الفارسي، فالجشع والتوحش مع الغطرسة في نظام خامنئي ذهبت بالدهاء.
واشنطن غير مستعجلة فلا يُتوقع نشوب حرب، بخلاف الحرب النفسية الإعلامية والاقتصادية الضاغطة الآن على النظام الإيراني والمرشحة للاستمرار سنوات، أما الرهان فهو على الداخل، على الشعوب الإيرانية التي سيكون له الدور في التغيير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.