مشاريع الأمن الغذائي

هاجس الأمن الغذائي وندرة المياه في السعودية وإيقاف زراعة القمح والأعلاف تدريجياً، ظهرت فكرة الزراعة في الخارج قبل سنوات وتعددت الدول المستهدفة، حتى لم نعد نعلم أين تم الاستثمار إن تم بالفعل وما هي أحواله، خصوصاً مع حجم ما كتب وروج عنه في تلك السنوات الماضية، لكن هناك نجاحات منها مشاريع رجل الأعمال سليمان الراجحي في السودان وكذلك مشاريع شركة «نادك»، إلا أن المعلومات عنها قليلة جداً والمتوافر منها بسيط، وأستغرب أنه لم يتم تسليط أضواء الإعلام عليها، ففي هذه التجارب دروس يستفاد منها للتغلب على العقبات التي صبغت الاستثمارات في الدول العربية، وأعطت انطباعاً سلبياً عنها، ما دفع رأس المال العربي إلى الذهاب بعيداً، وفيها أيضاً دروس إدارية ونماذج تطبيق للخطط الإنتاجية والاستفادة القصوى في نموذج جمهورية السودان الشقيق، للإمكانات الهائلة من أراضٍ زراعية إلى توافر مياه وأيد عاملة، إضافة إلى قرب الموقع الجغرافي ومردودها الاقتصادي على السودان.
وزارة البيئة والزراعة مدعوة إلى إبراز هذه التجارب الناجحة وتحديد عناصر النجاح فيها لتقويتها ومعرفة السلبيات للتغلب عليها مستقبلاً، فمثل هذه المشاريع القائمة والمنتجة أحق من غيرها لإقامة ندوات ومنتديات عنها.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على مشاريع الأمن الغذائي مغلقة

هل أنت روبوت؟

لتأكد من حقيقة الدخول والتسجيل في كثير من المواقع يطرح هذا السؤال؛ هل أنت روبوت؟ ولمزيد من التحقّق يطلب كتابة رموز مصورة تتغير باستمرار، الفرد المستخدم مطلوب منه تأكيد هويته وأنه بشري فعلاً لا آلة، ولا خلاف على ذلك، لكن إذا تابعت بعض حسابات بعض الجهات الحكومية في وسائل التواصل خصوصا تويتر، وكذلك بعض الشركات وتفاعلها «الآلي» مع الشكاوى أو الآراء والمقترحات، تجد أن الفرد بحاجة لطرح هذا السؤال على المشغلين لهذه الحسابات والجهات التابعة لها، فمن الواضح من الردود أن الروبوت يعمل على قدم وساق، وهكذا يصبح «التفاعل» غير فاعل، بل مجرد حضور وهمي لا يختلف عن الرسائل الآلية الهاتفية التي يضطر المتصل إلى الاستماع لها طولا للوصول إلى غرضه.
وفي شركات القطاع الخاص تغلب الدعاية والإعلان على الخدمة في خدمات الاتصال، تعطى للأولى الأولية على حساب وقت المتصل ومصالحه.
والحكومة الإلكترونية مع ما أتت به من تسهيل وتيسير على الفرد، أسهمت أيضا في تيسير الأعمال على الحكومة والشركات بما يفترض معه أن يتحسن أداؤهما. وفي الحسابات يفترض الفصل بين حسابات الدعاية أو لنقل الحسابات الإخبارية وحسابات الاستجابة للشكاوى أو الاقتراحات والتفاعل معها، بحيث يكون ذلك معلناً بوضوح بعبارة لا تقبل اللبس. وحتى تكون الخدمة الإلكترونية وسيلة تقدم وتطور لا وسيلة تعطيل وتسويف أو هرب من المسؤوليات بالاختباء وراء شاشة.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على هل أنت روبوت؟ مغلقة

«فيروس» تحت كل غطاء

لا تعترف السلطات الإيرانية بقواعد تحكم العلاقات بين الدول حتى ولو أعلنت التزامها بها، يقودها «هوس» تصدير الثورة الطائفية للسيطرة على الدول من خلال تفريخ المليشيات المسلحة أو مساعدة واحتضان ثم توجيه الموجود منها، لذلك يستخدم نظام الملالي في طهران كل وسيلة ممكنة، وتحت أي غطاء، من الديبلوماسية والتعاون الثقافي والتدريب إلى التقارب بين المذاهب وحتى الزيارات الإعلامية، وفي عمق كل منها هدف عقائدي صلب لعبور أدوات السيطرة.
قطعت المملكة المغربية علاقاتها بطهران وهي ليست المرة الأولى، فالعلاقات بين البلدين خضعت للشد والجذب، وفي أبرز المحطات عام 2009 قطع المغرب علاقاته بإيران بعد كشفه جهودً إيرانية لتصدير التشيع إلى المغرب، لذلك فإن ما كشفه المغرب قبل أيام من دعم إيران لـ «البوليساريو» بالأسلحة من خلال «حزب الله» في لبنان غير مستغرب. التغلغل الإيراني في أفريقيا قوي وقديم، ومن أدواته استخدام العميل اللبناني من باب التسليح كما من باب التجارة والاقتصاد، والأخيران منظومة كبيرة.
إن فظائع تدخلات إيران في العالم العربي ونواياها الخبيثة لا تحتاج إلى أدلة، والمحصلة الدموية تراها في العراق ولبنان واليمن وسورية، والسؤال الذي يطرح على بقية الدول العربية: أليست الوقاية خيراً من العلاج؟!

نُشِرت في الحياة | التعليقات على «فيروس» تحت كل غطاء مغلقة

العراق أسير شبكة إيرانية

إيران هي الممسك بالخيوط الرئيسة للعبة السياسية في العراق. كل الوجوه الفاعلة والمدججة بسلاح المليشيات إيرانية الهوى والمنشأ والتربية، واللعبة دشنت أميركياً بعد الغزو بدعوى الديموقراطية، ثم سلمت لإيران على طريقة البناء ثم التسليم، لتتسيد المشهد. ومع اقتراب الانتخابات في العراق هناك محاولات إعلامية لإبراز خلافات بين الفصائل والأحزاب الشيعية العراقية «اسماً»، لكنها في واقع الأمر تنحصر في مستوى درجة الصراحة في إعلان «التبعية» لإيران. والمكونات الأخرى، خصوصا السنية ضائعة ومشتتة، نخرها الضعف والفساد فأصبحت تابعة للتابع.
البرنامج الانتخابي للحشد «الشعبي» الطائفي في العراق بواجهته السياسية «ائتلاف أو تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري الذي حارب وطنه في صفوف القوات الإيرانية، أعلن بوضوح أن هدفه إذا فاز إعلان اتحاد فيديرالي مع إيران. وفي لقاء تلفزيوني قال رحيم دراجي وهو قيادي في هذا الائتلاف: «إذا فاز هادي العامري في الانتخابات البرلمانية، فسيكون العراق مرتبطاً بإيران في إطار اتحاد فيديرالي»، مضيفاً: «ستضم الحكومة المقبلة جميع الشخصيات العراقية التي قاتلت إلى جانب إيران خلال حرب الثمانينات».
هذا هو المشروع الرئيس لواجهة الحشد الطائفي السياسية، وهو مشروع إيراني بامتياز ليس للعراق العربي فيه سوى التابعية الذليلة، فما هو مصير التقارب والدعم والاستثمار الخليجي العربي مع عراق يتخبط في شبكة إيران العنكبوتية، وهل لهذا التقارب من مستقبل؟

شارك المقال

نُشِرت في الحياة | التعليقات على العراق أسير شبكة إيرانية مغلقة

وهم «الكثرة»

الأمثلة على تخدير لذيذ يحدثه هذا الوهم عديدة، على سبيل المثال لا الحصر في الصراع العربي الإسرائيلي استند العرب إلى كثرتهم وعملت الدولة الصهيونية على النوعية وبناء تحالفات وتأثير داخلي قوي في الدول الكبرى والنتيجة معروفة، وفي الصراع مع نظام إيران الطائفي استند السنة إلى كثرتهم في حين اجتهد نظام الملالي لبناء ميليشيات مسلحة طائفية داخل نسيج المجتمعات العربية السنية «الكبيرة»، وتغلغلت وحققت السيطرة على أكثر من عاصمة وقرار لدول عربية.
ولأن هذه الكثرة شكلية عددية إحصائية لا حضور فاعلاً واضحاً لها، فهي من ناحية الأثر إلى الوهم أقرب منها إلى الحقيقة، ومع ذلك فهي تعرضت وتتعرض إلى الخلخلة والتفتت البطيء نتيجة لشعور القوة «المتوهم» وتعدد الاستقطابات، وأيضاً لاستخدام ملف الأقليات من القوى الكبرى ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية كلما وجدت أن ذلك يصب في مصالحها هي لا مصالح الأقليات.
لكن القوى الكبرى لا تستخدم ملف الأقليات حينما لا يصب في مصالحها، ولدينا نموذج حي في إيران، فعلى رغم الانتفاضات المستمرة لمختلف القوميات من الشعوب الإيرانية خلال الأشهر الماضية، فإنه لا يأتي ذكر لا في وسائل الإعلام الغربية ولا في تصريحات ساسة الغرب لحقوق هذه الأقليات وظلم وعنصرية تعامل نظام طهران معها.

نُشِرت في الحياة | التعليقات على وهم «الكثرة» مغلقة