الخلاصة

حاولت في ثلاثة مقالات الأيام الماضية الإحاطة السريعة بأسباب الإخفاق في نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتكاثر المرتزقة من طالبي الشهرة والحاقدين من المتطرفين في الغرب للإساءة للإسلام والمسلمين، وقهرهم بالنيل من عقيدتهم بدعاوى حرية التعبير، وخلصت إلى نتائج يمكن تلخيصها بالآتي:
1- أن عمل الهيئات والمنظمات الإسلامية الشعبية والرسمية وطنية كانت أو دولية هو عمل مشتت لا يتوافر فيه الحد الأدنى من التنسيق ووضوح الأهداف والتخطيط.
2- التشابه في أعمال تلك الهيئات والمنظمات واضح حتى أنها تكرر نفسها، سواء في البيانات أم طباعة الكتب والنشرات، بل إن بعضاً منها أصبح يعمل في داخل الدول العربية والإسلامية، وكأن الخلل بداخلها! وهو أمر يثير الحيرة والتساؤل.
3- أن بعض هذه الجهات أو برامج النصرة لا تنسّق حتى مع الجهات التي انبثقت منها، ولنا في بيانات الاستنكار المزدوجة التي صدرت خلال الأيام القليلة الماضية خير دليل.
4- خفوت صوت منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي، والاكتفاء ببيانات الاستنكار وطلب الهدوء، من دون تحديد ماذا سيعملون حتى يهدأ الناس.
5- تمكن الديبلوماسية الغربية بدهائها وصبرها ممثلة بالاتحاد الأوروبي من كسر شوكة الغضبة الرسمية والشعبية التي صاحبت قضية الرسوم الدنماركية، من دون نتائج رسمية تشريعية تذكر تعود بالفائدة على المسلمين.
6- أننا لم نستفد من سابقة إغلاق مركز الشيخ زايد للمتابعة والتنسيق بدعاوى معاداة السامية، وهي ورقة كان من الممكن استثمارها.
7- أن حرية التعبير التي يتشدق بها بعض الساسة الغربيين للسماح لبعض وسائل إعلامهم  بالنيل من الإسلام والمسلمين هي حجة كاذبة، والشواهد كثيرة على ازدواجية المعايير، وهنا حادثتان طازجتان يمكن التأسيس عليهما قانونياً هما:
أ- سحب أحد أعداد مجلة إسبانية من الأسواق بحكم قضائي، لأنها نشرت رسماً مسيئاً لولي العهد الإسباني.
ب- إقالة رئيس تحرير صحيفة “اكتويل” التابعة للجيش الألماني، إذ أقالت وزارة الدفاع الألمانية رئيس تحرير الصحيفة المقدم “أوفه كورت”، لأنه كتب مقالاً رأت فيه الكنيسة الكاثوليكية مساساً بالبابا بندكيت السادس عشر، مع أن المقال كان رسالة للبابا في عيد ميلاده الثمانين، طرح فيه الكاتب جملة تساؤلات عن رأي البابا في قضايا اجتماعية ودينية ما زال الفاتيكان متردداً في إبداء الرأي حولها، ولم يحتوِ كما قالت الأنباء أي نقد للبابا، ونشرت الصحيفة بقلم الكاتب اعتذاراً، إلا أن هذا لم يكفِ فتمت إقالته.
كل هذه الحقائق أمامكم يا من تعملون منفردين عن بعضكم البعض، فلماذا لا يضمكم اتحاد أو هيئة توحد جهودكم؟ هذا وأنتم تدافعون عن خير البرية الذي أمركم بوحدة الصف!
هذه الحقائق أيضاً أمام منظمة المؤتمر الإسلامي لتعمل بجد في دهاليز هيئة الأمم المتحدة لاستصدار قرار يجرم المساس بالإسلام والمسلمين… وهو الهدف الكبير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.