تحوّلتُ إلى حاج غريب تائه لا يعرف أين يذهب، عندما حاولتُ البحث عن موقع على “الإنترنت” لوزارة الحج “السعودية”، جرّبت أكثر من محرك للبحث حتى محرك الصور، وصلت إلى موقع عن طريق محطة ترانزيت للوزارة باللغتين الانكليزية والفرنسية فقط لا غير، لا بد من أن لدى الوزارة الموقرة إحصاءات تقول إن أكثر الحجاج لا يتحدثون سوى الانكليزية والفرنسية! حتى هذا الموقع جامد “على طمام المرحوم”، تُرى ماذا لدى وزارة الحج من نشاط سوى الحج الموسمي؟ حتى إن الصحف المحلية لا تنشر شيئاً عن نشاطات الوزارة إلا في أشهر معلومة، وزارة بهذا الحجم وتلك الموازنة والمسؤولية المعلوماتية لا تشيّد موقعاً على “الانترنت” يستطيع شاب صغير إنشاء مثيل له، فبماذا هي مشغولة يا تُرى؟ بالمطوفين والأدلاء مثلاً؟ أم بالتراخيص وحجز المساحات في المشاعر؟
لماذا ابحث عن موقع لوزارة الحج؟ سؤال وجيه، السبب عزيزي القارئ هو تحذيرات موسمية تصدرها الوزارة الموقرة كل عام، آخرها الأسبوع الماضي، تحذّر فيها من الشركات الوهمية إذ “طالبت الوزارة المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج التأكد من بيانات الشركات والمؤسسات المصرح لها بالخدمة”، ينبغي عليك عزيزي الحاج مستقبلاً أن تتزود بعدسة مكبرة ومحلول كيماوي وخبرة في التزوير، للتأكد من الوهمي والحقيقي، لأن الجهة المعنية لم توفر لك خدمة بسيطة على “الانترنت”، فهي حذّرت وتعتقد أنها برأت ذمتها! والقانون لا يحمي المغفلين!
زيادة في الحيطة اتصلت بصديق “إنترنتي” طالباً إياه أن يبحث معي، أرسل لاحقاً رابطاً للموقع الإنكليزي الفرنسي الجامد نفسه، أطرف ما في هذا الموقع هو الروابط، أول رابط عن وزارة الزراعة السعودية، ربما يكون لدى الحجاج اهتمام بالنهضة الزراعية في السعودية ونفوق الإبل ومرض “أبو رمح”!
أيضاً عند بحثي اكتشفت تقريراً للأخ نايف أبو صيده، نشر في صحيفة “الرياض” قبل عام تقريباً عن الفقر في المواقع التي توفر معلومات للحجاج، وصل إلى الموقع نفسه، إلا انه كان باللغة الإنكليزية فقط، الإضافة الوحيدة كانت بالفرنسي، علق على شكل الموقع ونطاقه قائلاً: “إلا أن المعلومات الداخلية اقرب للسطحية والاختصار بشكل كبير، ويفتقر للمعلومات الشاملة، لأتساءل إن كان الموقع فعلاً موجهاً (لخدمة الحجاج) أم (لترضية المسؤولين) تحت شعار (لدينا موقع)؟” انتهى. هذا الكلام قيل قبل عام!
إذا لم يته الحاج فهو ليس حاجاً، وإذا لم يقع في فخ النصابين فهو ليس حاجاً، وصلتُ إلى هذه النتيجة، لأن الوزارة لو كانت حقاً تسعى لعدم استغلال النصابين للحجاج، لوضعت قائمة بأسماء المرخصين في كل مكان ومنها “الانترنت”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط