رسائل الشباب والشابات التي تتناول مشكلاتهم بألم، من أصعب ما يواجه الكاتب: عدم قبول في الجامعات، لا وظائف، والمخاطر المترتبة على ذلك، الاتجاه المتصاعد للاستهلاك في المجتمع وأثره على شباب يطالبون كل يوم بتقدير قيمة الإنتاج! النبذ الاجتماعي خصوصاً للذكور بسبب ممارسات قلة منهم… القائمة تطول. هي تتحدث عن قضايا 60 في المئة من المجتمع السعودي تقريباً، نسبة تعني المستقبل.
ألمس في رسائل إحباطاً. إذا أخذنا البطالة، على سبيل المثال، اقرأ إعلانات لهيئة الاستثمار تزف فيها أخباراً عن جذبها لـ 18 بليون دولار في عام 2006 استثمارات أجنبية في السعودية. أبحث عن أثر لهذه الاستثمارات في توفير الوظائف وفتح كُوَّاتٍ في جدار البطالة ونحن على مشارف نهاية 2007، فلا أجد! أتمنى لو تراقصت أمامي شمعة أمل، لكنني عندما أرى حديثاً عن الصدارة والمراكز الأولى “على مستوى الشرق الأوسط” – بحسب تقارير البنك الدولي – لا أتفاءل. لا أصدق البنك الدولي، بسبب ما فعلته استشاراته في دول أخرى. للعلم، سبق وكتبت مقالات عنه وعنها، محذراً من الوقوع في حفرة البنك الدولي والصندوق. يقيني أن شهادات التفوق الحقيقية النافعة يجب أن تصدر عن المعنيين والمحتاجين بالداخل. تعلن الشهادات عن نفسها بانفراجات يشعر بها الجميع.
أتمنى من الإخوة الأعزاء في هيئة الاستثمار أن يعلنوا أيضاً أرقام الوظائف التي حصل عليها الشباب السعوديون جراء “جذب” تلك الاستثمارات، فربما أكون مخطئاً، سأنضم إلى قافلة المتفائلين الصغيرة عندما نُخبّرُ عن ماهية تلك الاستثمارات وفي أي قطاع هي وأثرها على الاقتصاد.
الجانب الشبابي الآخر هو قضية القبول في الجامعات. مع رفع أعداد المقبولين في الجامعات تم رفع نسبة المعدل التراكمي لمن يتاح لهم القبول، تتساءل بدرية، وهي طالبة لم تجد مقعداً جامعياً لأن معدلها 83 في المئة، عن سبب رفع النسبة. في العام الماضي تم قبول 70 في المئة فلماذا لم تعلن الجامعات عن التغيير قبل وقت مناسب ليعلم الجميع؟ تتوقع خريجة الثانوي أن هناك تخطيطاً مستقبلاً! ميدانياً الأعداد الغفيرة من الخريجين لا يستطيعون تحمل الرسوم المرتفعة للجامعات أو الكليات الخاصة. حسناً… إليكم آخر ما جاء في رسالة بدرية حمدان، لنقرأ معاً: “هل جربت أن تظل ولو ليوم واحد عاطلاً عن فعل ما تعودت على القيام به منذ 12 عاماً؟! هذا هو حالي وحال أمثالي منذ أن كان عمري 7 سنوات وأنا في كل صباح احمل كتبي واذهب للمدرسة وبعد 12 عاماً يرفضون استقبالي… هل تصدق لو قلت لك إنها طريقة تؤدي إلى مستشفى شهار!”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط