صديق لهذه الزاوية معلقاً على أحوال الفقر في محافظة الليث كتب أحرفاً تقطر إنسانية وإحساساً بأحوال إخواننا القاطنين في “الصنادق” وتحت الأشجار. لا اذكر اسمه، حذراً من حرج قد يصادفه. قال: قررنا تغيير وجهتنا للنزهة هذه المرة إلى احد شواطئ الليث في منتجع هناك. يقول إنه خجل من نفسه، كيف يستأجر غرفة على الشاطئ بمئات الريالات، وعلى مرمى البصر “صنادق” الضعفاء؟ وجد انه “يعيش بذخاً ممجوجاً إذا ما راعى أحوال فقراء الليث”. ويختم باقتراح أن يخصص المستثمرون واحداً في المئة من أرباحهم لتحسين أوضاع الأهالي.
يا صديقي العزيز.. الموقع أدناه يقترح ربع الواحد في المئة لا غير، فائدة المشاريع تنقص ويعتريها الخلل إذا لم تنتج تنمية حقيقية في المناطق التي تنهل من خيراتها، وإذا لم توظف شبابها، أليس في هذا تخفيف من حدة الهجرة إلى المدن الكبيرة، وتوفير عمل للشباب بين أهاليهم؟ لكن اقتراحاً مثل هذا، في مرحلة نعيشها.. أراه مثالياً، أقولها بأسف، السبب واقع “استثماري” سبق طرح أنموذج له، أعيده مع تفاصيل جديدة. للتذكير، كتبت هنا مقالات، أحدها بعنوان “مثلث الروبيان”، أشرت فيه إلى الأخطار المرورية التي يتعرض لها مستخدمو طريق الليث في النقطة المسماة مثلث الروبيان، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، تخيل أن هذا المشروع يصرف نفاياته في شاطئ أهالي الليث الصغير! تصبه قناة طولها أكثر من 40 كيلومتراً من “تشران” إلى داخل “الليث”، كأن الإعلان يقول: “لنا الهبر ولكم القشر”، القناة مكشوفة وخطرة، سقطت فيها سيارات، منها دورية لحرس الحدود، في حوادث أخرى توفي أشخاص عدة، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بعد موسم الحصاد والاستعداد لموسم زراعة جديد للروبيان في المشروع الضخم يتم التنظيف من خلال القناة وحتى لا يستفيد الأهالي من الصيادين من بقايا الروبيان المتسرب وضعت “مفارم”! لتحيله إلى عجينة لا يستفاد منها. فهل سيشكل ما يحصل عليه الصيادون الأفراد ارتفاعاً في المعروض وضغطاً على الأسعار؟! غالباً ما نردد “ربي ارزقني وارزق مني” فهل نطبقها؟ ربما أصحاب المشروع لا يعرفون بعض التفاصيل، خصوصاً أن رجلاً منهم مشهود له بأعمال خيرية كثيرة، زاده الله توفيقاً وسداداً، إلا أن هذا هو الواقع في الليث.
المهندس سعيد اليزيدي من الليث، يعمل في الرياض قال إنه هرب من براثن الفقر فتعلم وتوظف ولم يستطع نسيان أوضاع أهله في بني يزيد، لذلك أسس لجنة تطوعية لمساعدة الفقراء تعيش على التبرعات، هو يريد من وزارة الشؤون الاجتماعية أن تتبنى اللجنة لتصبح مركزاً للتنمية، والموقع أدناه مع كل من يتطوع لفعل الخير، وعنوان الرجل متوافر، إذا فكرت الوزارة في الاستفادة، ولديها القدرة على المراقبة والمحاسبة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط