لمكافحة الجريمة والفساد والتجاوزات في مجتمعنا، لا بد من التعاون مع الجهات الحكومية. يأتي التعاون بالحرص على إبلاغ الجهات الأمنية والرقابية. دائماً ما يُحض الجمهور على مثل هذا التعاون.
لكن، ما الذي يحدث أحياناً؟ يحدث أنه يتم غمط الحقوق الأدبية لمن بادر، فلا ينوه عن جهده وهو الحد الأدنى، وربما يهمل بلاغه فيسبب له ذلك إحباطاً قد ينتج منه اتجاه للتساهل مستقبلاً. فعندما يعلم بمخالفة وتحدثه نفسه بالإبلاغ عنها يردد: وما الفائدة؟
في حادثة عامل المواد الغذائية المصاب بالإيدز، الحقيقة أن الذي قام بالإبلاغ عنه مواطن كان يريد نقل كفالته، فبعد الكشف الطبي اتضح أنه مصاب بالإيدز، فقام بالإبلاغ ودخل في متاهة تداخلات الصلاحيات وضبابيتها لدى عدد من الجهات، ومن بلاغه يمكن بعد التحقيق معرفة عدد من الثغرات في مراكز الشرطة وإدارة الترحيل، لا أحد يتسلمه ولا أحد يعرف إلى من يسلمه! ونقل كفالة من دون فحص، فهل يعقل هذا؟ أما المستوصف فلم يبلغ عنه بحسب النظام.
الأخبار الصحافية التي نشرت، في البداية لم تصور الأمر بدقة وجلاء.
ولم يظهر في الصورة أن المواطن كان هو من قام بالواجب الأمني، إلى أن نشرت «الحياة» التفاصيل يوم الأحد.
حادثة أخرى بطلها العامل الذي يجهز جيف الدجاج في دورة المياه الخاصة بالنساء، أيضاً كان المُبَلِّغ مواطناً آخر، ارتاب في الأمر وأبلغ عنه. أيضاً في الأخبار المنشورة لم تتضح هذه الصورة بجلاء، إذا أردنا تعاون الجمهور يجب أن لا تُغْمَطَ حقوقهم، فإذا لم يرغبوا في ذكر أسمائهم فلهم ذلك، على أن يذكر في ما ينشر «بناء على بلاغ من…»، أيضاً في هذا تشجيع للآخرين للمبادرة وعدم التراخي.
هذه نقطة مهمة أرجو أن تؤخذ في الحسبان سواء من الجهات المعنية أم من الزملاء الصحافيين، لا تأخذكم الرغبة في إعادة صياغة الخبر، وعبارات الإنجاز، عن التأكد من أصله وأساسه. المبادرة للإبلاغ هي أيضاً إنجاز لإنسان شريف دفعه حبه للوطن ولخير مجتمعه وناسه للمبادرة. فهو يحب للآخرين ما يحبه لنفسه.
حسناً، هل تريد أن تضحك من الأسى؟ عامل الدجاج «الفطيس» لم يوقف أيضاً، بل أطلق سراحه، علمت أنه عاد لجمع أغراضه… ربما «بقايا ريش». لن أستغرب إذا ما تم نقله للعمل في مكان آخر. تضاف للجهات المذكورة أعلاه جهة غائبة وكأن الأمر لا يعنيها، إنها وزارة الشؤون الإسلامية، إذ أوكلت المساجد للعمالة من دون مراقبة تذكر.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذ/ سويد مقالك اليوم قصم ظهورنا وضيعنا فزياده على الاحمال النفسية
السياسية التي نعيشها والله انني أكره قراءة الصفحات الاولى في الجرائد هذا
اليومين تضيف هم الى همومنا وهي الامور الداخلية …ياترى هل جاء الزمان
الذي نعظ به على جذع الشجر الى أن نموت؟
أزيدك من الشعر بيتاً
لاحظ الإنجازات التي يقوم بها جهاز المباحث والشرطة في القبض على المروجين وغيرهم .. تجد ان من تظهر صورته في التقرير الصحفي هو الضابط وينسب العمل إليه رغم أن الأفراد هم من قاموا بالمهمه الصعبة والضابط في مكتبة ” متسدح ” ..
..
وحادثه أخرى غريبة :
يمكن أنك قد سمعت بالمواطن الذي منحته وزارة الداخلية 300.000 ريال لإطاحته بمجموعة أشخاص يحاولون الدخول للبلد بطريقة غير شرعية ..
مايؤسفني قوله هو أن المواطن هو من كان يحاول إدخالهم , لكنه لم يستطع فقام بالإبلاغ عنهم .
تحياتي لك استاذ عبدالعزيز
ابوسعود وش الي يبونه كل هذا ولا حس ولآ خبر الظاهر انكم يا الكتاب تكتبون في جرايد تصدر في جزر الواق واق
اعنبو حيهم مايقرون
يعني زيادة هم البيت والعيال وام العيال رح راقب…وهذا الي باين والله يعين على المستور
والله لو العمر يساعد هاجرنا ولاكن كتب علي ان اكون سعودي
صدقتني يا ابو أحمد عندما اقترحت عليك فتح باب التعليقات
سوف تجمع ثورة من المعلومات قريبا وستحتاج ( احيانا 2 ) و10 أيضا
أتمنى لك التوفيق