والضمير يغفو وربما ينام، فهو كائن حي له صلات بالروح. وهذه الأخيرة قد تصاب بالتبلد أو التلبد، فتحيط بالضمير غلالة سوداء، ومع ضعف البصيرة تظهر لصاحبه بلون أخضر معشب مغر، ليضيف إلى التلبد سحباً تزيد من العتمة، ولا أظن أن الضمير يموت، أو هكذا أتمنى، لكنه أو صاحبه قد يتخذ من الإرجاء مذهباً وصراطاً، فهو إذا لم يكن في حكم الميت، موتاً دماغياً، فهو أقرب إلى الأسير، حرمته من حرية الحركة والفعل رغبات صاحبه أو نظرته إلى آخرين سبقوه في هذا الطريق المظلم كأنهم لا يرون غيره، والذي «يتمصلح» من وظيفته، بما لا يرضي الله تعالى، ويستغل نفوذاً وصل إليه أو أوصل إليه، ويحجب حقوقاً لآخرين مريض ضميره، يدعى له بالشفاء العاجل، وهو مرض لا يراه صاحبه لأنه الزهو بالموقع والمنصب والشعور بالقدرة والمكانة مع احتفاء محيطين «متمصلحين» من الراغبين في التسلق ولو على الجماجم. كل هذا يصيب الضمير في مقتل، فيحتاج إلى إنعاش، ولا يدري هل تصل أنبوبة الأوكسيجين في الوقت المناسب أم لا؟
ولا أبلَغ من قصص صحوة الضمير التي قام أصحابها بروايتها بعد أن استيقظ النائم في دواخلهم، وهي قصص تروى، لبعث الحيوية في ضمير الكاتب والقارئ.
وفي صحيفة «الرياض» اعترف رجل بأنه قبل عشرين عاماً، عندما كان إلى المراهقة أقرب يتجول بسيارته مع أصدقاء مسرعين كعادة الفرحين بالسيارات، وفي طريق مظلم دهس بالخطأ عاملاً كان يمشي وتركه يتخبط بدمائه وهرب خوفاً من هول الحدث، وطوال العشرين عاماً والرجل لا يهنأ بعيش، ومما قاله إنه فشل في زواجه وفي دراسته وأصبح لا ينام وذكرى المدهوس لا تفارق مخيلته، معاناة مرت طوال عشرين عاماً، وعندما «استصح» وصحصح الضمير، قرر أن يعترف فذهب إلى الجهة المعنية ليبوح مستعداً لتحمل أي جزاء وعقاب، ليخفف كابوساً جثم على فؤاده، وبحث في المستشفيات وتقارير المرور حتى علم أن المدهوس كان عاملاً باكستانياً نقل إلى الإسعاف وقتها وهو يعاني من جملة إصابات. وتوقفت المعلومات عند هذا الحد.
لا شك في أن لهذا الرجل ضميراً حياً، ولا يقلل هذا من جرم اقترفه، الله يتوب علينا وعليه، وعندما أتأمل هذه القصة استغرب من سائقين يخففون أنوار سياراتهم ويسرعون في شوارع شبه مظلمة، ألا يتوقعون كومة لحم تعبر أمامهم؟ وللحديث بقية.
حياك الله. أبو أحمد
جميل المقال هذا يعكس كثيرآ على أناس يعطون ضمائرهم أجازاة طويلة
عندما يقرؤن هذا المقال سيقطعون الأجازة فورآ ويبدء الضمير فى ممارسة العمل بانشاط مستمر مدا الحياة..
وتقبلوا بقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى
صدقت والله ياأستاذي متى سيقظ هذا الضمير اذا احس انه اذنب بالحق ولكن في هذا الزمان من منا يعترف بخطاه ويصحو ضميره جميل ما كتبت والاجمل متى يستفيق الناس من غفلتهم اذا رجعوا الى رب لايضل ولا يشقى
مقالاتك جاءت مطابقة الى حدث صار لي هو انه حصل حادث وانا في طريق عملي وكان الخطا على الاخر ولكن فر هاربا بعد ان استوقف قليلا ليتي اخ له ويشغل السائق ليفر الجبن بسيارته سؤال مباشر خطر على بالي اين سيذهب من الله؟
وان المطر لم ينزل الابسبب ظلم العباد
أشككككككككرك جدا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أشكر لك المحاولة في إيقاظ الضمائر النائمة ومحاولة إنعاش الضمائر الميتة وتشجيع ذو الضمائر الحية الله يكثرهم، استاذ عبد العزيز أنا من أشد المعجبين بمقالاتك في جريدة الحياة مع قلة متابعتي لها ونظراً لتميزها مع العلم إنني لا أقرأ كثيرا الصحف السعودية لما فيها من التطبيل والمحاباة الكثيرة والقليل القليل من الإنتقاد والتصحيح، وهنا أود بتقديم اقتراح وأتمنى أن لا يكون صعب أو مستحيل ولا أعرف إذا تم تقديمه من قبل شخص آخر أتمنى إنشاء محطة تلفزيونية وأخرى إذاعية تختص بالبرامج التوعوية للموظفين وعامة المواطنين وبعدة لغات ( إنجليزية أوردو على شكل رسائل نصية)في جميع المجالات القطاع الحكومي والخاص وفي جميع مجالات الحياة اليومية، في المــــــــرور والسير والنظافة العامة في الطرق والمجمعات والمطارات والطيران والشرطة وطريقة تعاملها مع المواطنين ،الرقي بأسلوب التعامل الأمثل واستقبال الشكاوي واقتراحات المواطنين لتحسين الخدمة العامة وتحسين الطرق واستخدامها والكثير من الأفكار و لك أن تتخيل النتائج المرجوة وأول استفسار هو لماذا أغلب الدوائر الحكومية منازل مستأجرة ومجهزة على شكل مؤقت أو مباني عفى عليها الزمن وآيلة للسقوط لماذا لا يوجد احترام لقوانين السير من أغلب السائقين؟؟؟ ولكم فائق التحية والاحترام،،