ميزة البنك الدولي ومؤسساته أنه يقدم «ولداً يقرأ»، ونحن استمرأنا طلب «ولد يقرأ»، لا ندقق في العادة فيم يقرأ ونوع القراءة التي يجيدها، وهل هي لغة تواصل في بلادنا، وهل تفهم في بلاد أخرى، نحرص على مساعدتها أو التعاون معها، حتى يعرف أهلها أن هذا ولدنا لا ابناً لآخرين.
وأطالب منذ أمد بالتدقيق في التعامل مع نصائح البنك الدولي، وكذلك طلباته للانخراط في دعم مشاريع يقودها، كنت كتبت هنا مقالاً بعنوان «اتبع أسلوبه لا نصائحه»، يروي تجربة ناجحة لدولة أفريقية (ملاوي)، أحدقت بها المجاعة عندما اتبعت نصائح البنك والغربيين، النجاح لم يتحقق إلا بترك نصائح البنك الدولي خلف الظهر.
السعودية من الدول المؤسسة والداعمة للبنك الدولي ومؤسساته منذ أمد بعيد. تُرى، ماذا استفدنا منه؟ أليس من حقنا الاستفادة؟ حسناً سيقال أن هناك مكاتب ومستشارين، بعضهم يتوارى خلف مكاتب رسمية يقدمون النصح، ويركضون في تزيين اتجاهات منذ أن بدأ التخصيص، هذه الاستشارات مدفوعة، وليست مجانية.
حسناً… أليس من الواجب أن نعيد تقويم هذه التجربة في حساب للأرباح والخسائر؟ ماذا استفدنا يا تُرى؟ وهل حققت نصائح البنك السابقة نتائج باهرة؟ أم أنها استنسخت تجارب ثبت عدم نجاحها؟ هذا في التنمية والمسيرة الاقتصادية الداخلية.
من جهة أخرى، البنك الدولي يريد دعماً لمساعدة دول فقيرة كما يقول، أسأل: لماذا تذهب أموال الدعم السعودية من خلال قناة البنك الدولي، ليضعها بالشكل والطريقة التي يريد؟ لماذا لا تقدم من خلال مؤسسات سعودية يديرها أبناء الوطن وتذهب للمجتمعات المحتاجة بلون سعودي، بدل لون البنك الغربي؟ لماذا لا تقدم هذه المساعدات بعد فحص وإعادة تقويم تستلهم تجارب مساعدات ودعم سابقة لم تحقق أثراً مرجواً في أذهان أبناء تلك المجتمعات، عربية كانت أو غير عربية؟ للسعودية تجربة ثرية في تقديم المساعدات للحكومات والشعوب، لكنها إلى الأرقام اقرب، وخلال أكثر من أزمة استطاع المراقب رؤية مدى الأثر، مكث في الأرض أم تبخر.
نعم في بعض الحالات الاستثنائية مثل مواقع الصراعات، يمكن الاتجاه إلى مؤسسات دولية لتقديم المساعدات، لكن الواقع يقول أن كل دعم أو مساعدات باسم البنك الدولي تجيّر للدول الصناعية وعلى رأسها الولايات المتحدة. هذا البنك عندما يشتري بضائع مساعدات فهو يشتري بضائع أميركية او أوروبية، لتضخ تلك الأموال في اقتصادياتها، ولا تذكر دولاً أخرى مثل السعودية على رغم ضخها المالي المهم نسبة الى مداخيلها، ولا بصمة لها، لأن مشاركتها غالباً تمت في شكل نقدي سُلّم لآخرين مثل البنك الدولي ومؤسساته. الغرض المطلوب هو الاستثمار الحصيف للثقل المالي الاقتصادي السعودي استراتيجياً بما ينفع السعودية والمجتمعات المستهدفة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
اهلين اخوي عبدالعزيز
انا اتابع مقالاتك بالموقع يوميا … لكن التعليق مو دايم وشكرا لك احيان تجيب مواضيع في الثمنيات على قولة اهل الكورة
البنك الدولي ماعنده الا الخرطي وتخريب الدول وتهييج الشعوب على حكومتها من خلال نصائح البنك اللى تتحول الى قرارات حكومية خصوصا في الدول اللى تاخذ قروض منه .. لكن حنا ندفع لة عشان يخرب اقتصادنا .
سالفة البنك الدولي وخرابيطة تذكرني بمقابلة للشيخ زايد الله يرحمه مع المواطنين الاماراتيين وكان يتكلم عن الاسكان والتعليم وانه مجاني السكن توفره الدولة وان البنك الدولي اعترض على ذلك وقال انه هذا الاسلوب ليس اسلوب اقتصادي … ووش كان رد الشيخ زايد .؟ قال لهم حنا ماندور اقتصاد حنا نبي الشعب يعيش بخير مدام نقدر نعيشة بخير
هذا الكلام .. انا لست مع انه كل شي تقدمة الدولة يكون ببلاش ولكن لست ايضا مع الاستماع والانصياع لنصايح واستشارات البنك الدولي بدون دراسة هل تناسبنا والا لا
وزي ماقلت من قبل في ردود لي على مقالات سابقة انا غاسل يدي من وزارة المالية ومؤسسة النقد من مبطي لذلك بيبقى كل شي على طمام المرحوم