أرسل الدكتور أحمد عبدالله عاشور تعليقاً ظريفاً «يقطر» سخرية على مقال «الفيضان القذر»، يعبّر في أحد أبعاده عن حالة «تصريف وتخريج» يضطر إليها البعض مثل أولئك المصرِّين على المسك كاسم لبحيرة من مياه المجاري، أترككم مع «الرؤية المسكية»:
«طبعاً يا أستاذنا وكاتبنا العزيز عبدالعزيز السويد غلطان وستين غلطان، والحمد لله أنك في آخر مقالتك (الفيضان القذر) المنشورة يوم الخميس 29-6-1429هـ في صحيفة «الحياة» اعترفتَ بذلك وإلا أصابك الغلط من رأسك لأخمص قدميك، احتجاجك على إطلاق البعض اسم بحيرة المسك على مستنقعات الصرف الصحي، لا يوجد له مبرر ولا مشكلة تسمية أو عمى ألوان كما تدّعي، وليست مشكلة نفسية كما حدث في تصريح أحد المسؤولين حول نقص المياه في جدة، بل تسمية بحيرة «المسك» تمّت مع سبق الإصرار والترصد من مسؤولين على مستوى علمي وثقافي عالٍ، وقد يكون ذلك للتورية، عسى الله أن يصلح ويغيّر الحال.
وإشارة إلى اقتراحك بتسميتها بحيرة (اللطمة) أو أي شيء بعيداً عن المسك والعود والعنبر، فهذا يدل فعلاً على الجهل المبطّن، ألاَ تعلم يا أخي العزيز أن مصدر العنبر هو من فضلات الحوت، والمسك عبارة عن غدة في الأعضاء التناسلية لأنثى الغزال، أما العود فهو عبارة عن عطن وعفن بكتيري لدودة في جذور أشجار معينة.
وبحيرة المسك التي تهزأ منها في مقالتك هي عبارة عن خلاصة الفضلات الآدمية تنتج منها خيرات كثيرة لا حصر لها، فمن خلال معالجة ثلاثية بسيطة للمياه تستطيع إعادة استخدام المياه وتصبح صالحة حتى للشرب وتحل أزمة المياه في جدة!
كما يمكن استخدام «…» وهي فضلات المعالجة كسماد عضوي فعّال، بل يمكن تحويل هذه المواد لطاقة عالية يستفاد منها في توليد الكهرباء على غرار استخدام المواد العضوية في الطاقة.
لا يفوتني أن أشير إلى العدد الكبير من المزارع على طول مجرى وحوض بحيرة المسك، التي تسوّق منتجاتها في أسواق جدة بكمية هائلة من الخضراوات التي قد تتناول جزءاً منها يومياً إن كنت من سكان جدة، إضافة إلى أنها مصدر للأسماك التي يصطادها الوافدون ويبيعونها للعابرين.
وأرجو ألاّ تهزأ بالسياح والحجاج إن طلبوا زيارة بحيرة المسك فقد جرت العادة أن يبحث الإنسان (السائح) عن الأشياء النادرة التي لا توجد في بلده، وبحيرة المسك ظاهرة نادرة جداً لا توجد في أي بلد، ويجب على المسؤولين في جدة الحفاظ عليها لتحقق مقولة «جدة غير».
أما موضوع السد الترابي الذي ذكرته في مقالتك، والذي يحيط بالبحيرة فهذه معلومات قديمة جداً، فلقد تم إنشاء سد من الخرسانة المسلحة على بعد كيلومترات في الوادي المتجه إلى جدة في حال انفجار السد الترابي سيكون هذا السد داعماً بإذن الله ليحافظ على ثروة بلادنا من مياه الصرف الصحي القابعة في بحيرة المسك.»
أشكر الدكتور أحمد على نبرة التفاؤل الحانقة، ربما بسبب تلك الرائحة، كان بودي مشاركته التفاؤل لولا أنني قرأت خبراً يقول إن حارس بحيرة اللطمة، كان من المتسللين، وهذا يبين أحوال «المعالجة».
ربما أننا نختلف على تسمية البحيرة بالمسك أو اللطمة إلا أننا نتفق على أهمية الاستفادة المثلى من كنوز تلك البحيرة واستثمارها بما يعود بالنفع على البلاد والعباد