بين الإنتاجية و«التشفير»

بعض قليل من رجال الأعمال يرون في ما يكتب عن القطاع الخاص تحاملاً عليهم، غير مقتنعين بدور الصحافة.
الحقيقة أني لم ألمس مثل هذا في رسالة رجل الأعمال صالح كامل المنشورة يوم الخميس، وله حق الشكر على اللغة المهذبة وتقدير ما أطرح، أيضاً اقتطاع جزء من وقته الثمين للتعليق. وقبل سرد ما لديّ لا بد من إشارة إلى أن هناك من رجال الأعمال الكبار من يتفاعل مع ما يطرح صحافياً أكثر من رجال جهات حكومية، لعل هؤلاء يستفيدون من نجاحات أولئك، خصوصاً أنهم مكلفون بالمصلحة العامة. ليس الغرض الرد، بل مناقشة الأفكار والتفاعل معها.
كان الهاجس الأول من الطرح ولا يزال يتمحور حول الإنتاجية، وما توفّره من فرص حقيقية، ومقدار حظوظ الطفرة العقارية السعودية منها، سواء على مستوى المشاريع السكنية و«الأبراجية» الخاصة أم المدن «الاقتصادية» مع ما طرح منها للاكتتاب العام، فأصبح المجتمع شريكاً بها، وله حق العلم بمستقبلها، وحقيقة مقدار القدرة على الجذب من خلال المكونات «الإنتاجية» داخل هذه المدن. كنت «طامعاً» برأي خبير مشهود له بالنجاح والمعرفة وثراء مخزون التجربة في هذا الشأن الحيوي، لا ننسى أن كثيراً من الشباب يعقدون الآمال على الفرص الوظيفية التي يعلن عنها نتيجة لإنشاء المدن والمشاريع، الواقع أننا لا نرى من بعضها سوى إعلانات بيع وتقسيط لشقق وفلل على المخططات، كأنه الغرض الأساسي «الاستراتيجي» من إنشائها! هذا هو المحور الذي لم أجد رؤية شافية حوله في رد صالح كامل.
ومن القلب أقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وأدعو الرازق المنان أن يزيد ويبارك لشركات صالح كامل بوجود هذا العدد الكبير من الموظفين، احترم خيار الاستثمار في العالم الإسلامي مع بيروقراطية وعدم استقرار، وهي أسباب لا تشجع المستثمر في العادة، لا شك في أنه خيار يستحق الإشادة، لكنني لن أنسى الأقربين الأولى بـ «المعروف» الإنتاجي، مع هذه «الجلبة» لجذب رأس المال الأجنبي للداخل السعودي وهو يعيش وفرة سيولة.
أما «التشفير» فهو حق لمن دفع وفـــاز بالامتياز، هذا الأخير أشرفت عليه ومنـــحته جهة حكـــومية هي «رعاية الشباب» المسؤولة عن حماية الجمهور، لكننا لم نتعود من جهات حكومية النظر في حقوق العملاء والمــشاهدين. الطـــرح الإسلامي الشفاف البعيد عن الرأسمالية المتوحّشة الذي صـــبغ الحوار التلـــفزيوني دفـــعني للتذكير بارتفاع الرســــوم، فربما يعاد النـــظر فيها من واقع تلك الرؤية الجميلة التي تنـــشد التراضي بين الأطراف. أكرر الشكر لصالح كامل، داعياً له أن يرى في ما رزقه الله ومنه ما يسرّه ويسر مواطنيه وإخوانه في العالم الإسلامي… ليربح كثيراً وينال رضا أكبر من الناس.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على بين الإنتاجية و«التشفير»

  1. عبدالله الموسى كتب:

    اخي الكاتب القدير عبدالله السويد
    السلام عليكم
    تمنيت لو كان نقدك لهذه القنوات جاء في الجانب الاخلاقي ، ولا يخفى عليك وعلى كل مسلم ان الضرر من هذه القنوات على مجتمعنا وشبابنا اصبح مرعباَ ومدمرا لما يحمله هذا الاعلام من فساد اخلاق وديني ، اخي الكاتب الم تتابع في هذه الشبكة الا برامج الرياضة ومذا عن قنوات الافلام والمسلسلات والبرامج وما فيها من سموم تفسد فيه العقول وتثير الشهوات وتميع الدين والقيم والاخلاق ، اخي الكريم اذا اكل الانسان طاماَ فاسدا فأن جسمه يكون فاسداَ فكذلك العقل عندما يتلقى فكرا فاسداَ فان عقله يفسد حتى لو لم يكن مقتنعا بما يتلقاه واخذه من باب التسلية هذا في حالة انه رجل ناضج فما بالك بالاطفال والشباب المراهق ، وانا اسئلك ماذا تتوقع من شاب مراهق يتابع القنوات في مجموعة art هل تعتقد انه لن يأثر على سلوكياته واخلاقه من ما يتابعة من حكايات عن علاقات محرمه يكونوا فيها في النهاية ابطال يمثلوا الرومنسية والعاطفه ، ولو تأثر بذلك احد ابنائنا سوف نعاقبه اليس هذا صحيح ؟ وهذا مثال فقط .. فكيف نرضى بهذه القنوات …. تقبل تقديري واحترامي

التعليقات مغلقة.