مع بدء هجمة إعلانات مسلسلات رمضان، لاحظت في ما يرى المشاهد تباري كثير من الممثلين العرب في مسابقة العيون الأبرز جحوظاً، كل بطل مسلسل «أجحظ» عيناً من منافسه في المسلسل، كأن موهبة التمثيل حُصرت في رفع الصوت عالياً، ونتوء العيون من حجاجها وحدقتها، حتى يصبح البؤبؤ هو سيد الشاشة… ويخال للمرء أن تلك العيون تكاد تسقط من محاجرها، ما يستدعي من المشاهد تجهيز أسفل ثوبه للمساعدة.
الممثل الجاحظ «مع الاعتذار للمرحوم الجاحظ»، لا بد من انه قد استهلك سعرات حرارية كبيرة وهمة جسدية ونفسية منهكة، ليصل إلى قمة الإبداع في «الاجحاظ». وميزة جحوظ عيون الجاحظين من الممثلين العرب انه يستمر من أول المشهد حتى آخره، قدرة لا متناهية، ولأن المشاهد التمثيلية في العادة تعاد وتعاد عند الإعداد، إما لحدوث أخطاء أو لرغبة المخرج في مزيد من الإتقان، يمكن للمتأثر بالجحوظ أن يعلم القدرة الميكانيكية الدافعة، وقوتها التي تستمر في حشر العيون بحسب الطلب، استماتة في الإقناع أو بحسب قولهم: «تلبس الدور» باحترافية «جحظية». كما يمكن للممسك بجهاز «الريموت كنترول» تخيّل الآثار السلبية المتوقعة على من جحظت عيناه. طبعاً لا يمكن لنا معرفة تلك الآثار، لأن المَشاهد التمثيلية تنفذ وصلة وصلة، ثم يجري لصقها ببعضها، وبينها فترات راحة واستراحة.
أيضاً لاحظت في ما يرى المتابع أن الإعلانات الملصقة في الطرقات عن سلع مختلفة من السيارات إلى المعكرونة، مروراً ببطاقات الاتصال، تستند أو تستخدم العيون الجاحظة، جلباً لانتباه المستهلكين.
والواقع يقول إن المشاهِد وكذلك المستهلك هو أول من جحظت عيناه منذ زمن. المشاهد بسبب ما يراه مبثوثاً فضائياً من بعض قنوات «تصريف» فيه غثاء لم يعد له حد ولا سد، ولا خط احمر أو اسود، والمستهلك قفزت عيناه من محاجرها، بسبب الأسعار وتدليس الإعلانات عن الحسومات، المشكلة انه لم يعد يستطيع النوم.
….
أكثر القضايا نقاشاً بين السعوديين هذه الأيام هي فضيحة الشهادات المزوّرة. نشرت صحيفة أميركية قائمة بمن حصل على شهادات مزوّرة، وردت فيها أسماء سعوديين… هذا في أميركا فكيف بمصر؟
قبلها أصدرت وزارة التربية قراراً بحذف «حرف الدال» من أسماء بعض الحاصلين على شهادات غير معترف بها، لكنهم بحسب علمي بقوا في مواقعهم. وفي القطاع الخاص لا يمكن حصر العدد، أما إذا نظرت إلى غير المواطنين من العاملين في السعودية، فربما تصيبك الدهشة، خصوصاً بعد حوادث تزوير شهادات لمعلّمات في الكليات. اعتبر هذا صحوة متأخرة وناقصة، جذور المشكلة لم تعالج ولم يتم تقصيها، الحقيقة أن «حرف الدال»، شِيّد له منذ عقود تمثال ذهبي وهمي في المجتمع، وهو من سيادة الشكل على المضمون الذي نعاني منه، وهو لا يستحق جحوظ عيني القارئ، لأنه معروف والأسماء تتداول منذ زمن.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
مرحبا بالاستاذ الحبيب عبدالعزيز , شكرا لك يأخي على هذا التميز الوطني وهذا ألاصرار على أحقاق الحق في كتاباتك المقدره من جميع المواطنين وهم يراقبون مقالاتك الوطنيه وحثك المتواصل للوصول الى ألامتياز !!! ويبقى لك حق أن نظل نشيد بمقالاتك وأفكارك وجهودك المتواصله والمتكرره في سبيل المصلحه الوطنيه وأن نلقي اليك بالتحيه مع كل صباح وفي كل مكان تشرق عليه الشمس من أرجاء الوطن الكبير والذي له الحق ألاكبر علينا جميعا !!! شكرا أباسعود ونأمل أن تتقبل قصورنا في التعليق حيث لم تعطنا الفرصة للتأمل والحكم على مواضيعك الثريه والتي تمتلىء بالوطنيه مما يجعلنا في حرج أن نشيد بموضوع دون أخر !!! ولك أجمل ألاماني بالصحه والعافيه لتبقى متوهجا دائما وليس أحيانا …!!!
للاسف اخوي عبدالعزيز
رمضان أصبح من شهر عبادة وصوم إلى شهر موسم تجارة في كل المجالات
أكل – لبس – مسلسلات – سهرات – والكل يسعى لياخذ اكبر مايستطيع من هذة الكيكة قبل ان ياخذها غيره لذلك كل القنوات تشد الحزام وتجهز اقوي الانتاج لرمضان عشان تجذب اكبر قدر من الدعاية وتحقق اعلا نسبة مشاهده ويكفي ان ام بي سي من المغرب الى الفجر وهي من مسلسل الى مسلسل مايفصل بينهم الا الدعاية ونشره اخبار علي استحياء ومقلها باقي القنوات وتجد الاسواق والمطاعم شاغله علي ايد ورجل
الى ان ياتي اخر الشهر ويمل الناس المسلسلات والاكل ويبدا نصيب اسواق الملابس والكماليات للعيد والحلويات
رمضان موسم ولكن كان موسم عبادة واصبح موسم انفلات
ظاهرة الاعلانات التجارية في خلال السنوات الاخيرة صارت تفرز اشياء عجيبة وصورمبتذلة وبطريقة سخيفة لاجل كسب المال مستغلين طيبة المجتمع وتصديقة لكل شي ياتي في الاعلام اظافة الى تاثيرها على الاطفال وبدو محاكاة الاعلانات سواء بالحركات او الكلام .
لاكن السؤال المهم اين الجهات الراقبية وحماية المستهلك وكيف تنزل اعلانات بدون ان تمرر على جمعية او هيئه حكومية او تحت اي مسمى كان لتحمينا من الاستخفاف بعقول المستهلكين.
ولاكن لاحياة لمن تنادي واتمنى ان تكون هناك جمعية او موقع يتم الاعلان فيه عن جميع المخالفات الاعلانية ليتم مقاطعة الشركة او البضائع المعلن عنها حتى يفكر صاحب الاعلان بعقلية احترام الاخرين وعدم تجاوز الذوق العام لاجال كسب المال.
شكرا لاهتمامك بالمجتمع والوطن ونقدر ماتقوم به .
(( ان الحياة عقيدة وجهاد ))
في الواقع يجب أن لا نلقي بكل اللوم على الاشخاص الذين يحصلون على حرف الدال بأية طريقة ممكنة سواءا (بالنسبة للجامعات المعترف بها) تأجير بعض المتخصصين في اجراء البحوث للقيام بالبحث بدلا من الطالب نفسه أو شراء شهادات شبه رسمية من جامعات غير معترف بها أو التزوير (نسبة كبيرة من الدال في القطاع الخاص من هذا النوع) بل يجب أن نلقي اللوم على المجتمع الذي رسم صورة كما قال الكاتب ذهبية لمن يحصل على الدال والأهم من ذلك:
1 – كيف تصبح عضوا في مجلس الشورى وأنت لا تحمل الدال؟
2 – كيف تصبح وزيرا أو وكيل وزارة أو مستشارا في القطاع الحكومي أو الخاص وأنت لا تحمل الدال؟
3 – كيف تصبح عضوا في هيئة كبار العلماء وأنت لا تحمل الدال؟
4 – كيف تصبح مديرا تنفيذيا بدون الدال؟
الدال تعني التخصص الدقيق وفي الدول المتقدمة تظهر بكثرة في المؤسسات الأكاديمية ومواقع البحث المتخصص الدقيق أما في بقية شئون الحياة فانها تسمى الطريق المسدود dead end بمعنى انك اذا كنت تريد مستقبلا متسع الأفق فابتعد عن الدال لكي تستطيع ان تحصل على المناصب القيادية والتنفيذية العليا.