فن التجاوب

سعود وزوجته المعلمة دفعتهما الأمانة لمراجعة تعليم البنات في الرياض، لإعادة مبالغ زائدة أودعت بالخطأ في حساب المعلمة. كتبت عن هذا في مقال «إبراء ذمة في التربية والتعليم»، وبعد أيام تلقيت اتصالاً من الإخوة في تعليم الرياض يستفسرون عن المعلومات، ورداً شفهياً هاتفياً يجزم بأن الخطأ ليس من تعليم بنات الرياض، وللعلم فإن المراجع لا يفرق بين إدارة وأخرى، كلها تتبع «وزارة» واحدة، والخطأ الداخلي يبقى مسؤولية الوزارة ولا علاقة للمراجع أو الكاتب بتفاصيل داخلية، على رغم أن المحتاج – أي المراجع – يستخدم غالباً في الدوائر الحكومية كمعقّب، والحاجة أم الاختراع وجدّته لأبيه وأمه.
بعد ذلك بأيام وبالصدفة قرأت رداً منشوراً في صحيفة الوئام الإلكترونية على لسان مدير تعليم البنات المكلف الدكتور عبداللطيف العوين، والمفترض أن يُشعر الكاتب والصحيفة التي تنشر مقالاته بالرد أولاً، هذا من أبسط القواعد المهنية. موجز الرد المنشور على شبكة الإنترنت يقول إن القضية معروفة وتمّ حلها بالاستقطاع من الراتب.
ولن أخوض في تفاصيل الردّ على رغم أن المجال مفتوح على مصراعيه، بل اكتفي بلمس ما ذكر عن «المبالغة والتهويل» اللذين لا أعرف من أين أتيا؟ فهل ذكر قضية والتنبيه لها مثل تلك والإشادة بأمانة رجل يراجع ويتصل لإعادة مبلغ الى خزانة الدولة من المبالغة والتهويل؟
وينتهي الردّ المنشور في «الوئام» بعتب للكاتب أصبح من العرف لدى بعض الأجهزة الحكومية، ونصه: «وكان في ودنا لو أن الكاتب الكريم استوضح حقيقة هذا الأمر من الإدارة، قبل أن يتم نشره لهذا الخبر وبهذه الصورة! علماً أن مسؤولي الإدارة مشرّعة أبوابهم لاستقبال أي مواطن أو مراجع، كبيراً أو صغيراً، وتلقي أية مكالمة هاتفية، وسيجد كل تجاوب واحتفاء، ولن نخجل من أن نقول نعم أخطأنا في حال وجود الخطأ». انتهى وعلامات التعجب من عندهم.
ويظهر أن «الصورة» التي أزعجت، سببها النشر لا غير، أما «الأبواب المشرعة» فلماذا لم تنهِ هذه القضية البسيطة والرجل يلاحقها اتصالاً ومراجعة؟ لا يلجأ الناس الى الصحف إلا اضطراراً.
هل يتوقع القارئ الكريم أن يجد الكاتب تجاوباً لو لم ينشر مقالاً؟ كيف يمكن ذلك وصاحب «المعاملة» مكث شهوراً يتابع من دون نتيجة؟
يظهر لي أن اهتمام مكتب وزير التربية والتعليم بهذه القضية جعلها أكثر حساسية لدى البعض. علمت من الأخ سعود أن مدير مكتب الوزير وسكرتيره الشخصي اتصلا به بلطف وأدب، وقدما الشكر للزوجين على المبادرة والحرص، وتمت مخاطبة فورية لتعليم البنات في عسير والرياض، كما أُرسل خطاب شكر له بتوقيع الوزير، تمّ هذا بحسب ما ذكر لي الأخ سعود خلال 24 ساعة من دون تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، فشكراً للوزير وللعاملين في مكتبه على التعامل الراقي والحسم.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على فن التجاوب

  1. مراد كتب:

    لو لم ينشر المقال لمكثت المعاملة عقودا من الزمن واللوم هنا على اهمال موظفي الوزارة
    اقل القليل شكر الزوجين على امانتهما
    شكرا استاذ عبدالعزيز

  2. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله.أبوأحمد
    الدنبا لسة فيها خير والحمد الله على نعمة الأسلام والقناعة والأصالة العربية
    هنا إيضآ لاننسا أستيقاظ الضمير الحى والقول [ ألهم أكفنى بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عمن سواك] البعد عن المال الحرام والتقرب للحلال نعمة من الله وهبها أيانا
    سلمت يمناك ودمتم لمحبينك..
    صلاح السعدى

  3. ناصر بن عبدالله كتب:

    السلام عليكم

    وزارة التربيه والتعليم

    انا عندي اختي ماترقت من اكثر من خمسة عشر سنه ويوم قالت لي انفجعت قلت اكيد انهم ظالمينها وبعد المراجعات لقيتها ماسكه سرى فيه ناس قبلها بكثيريعني اكثر من 18 سنه وهم ينتظرون الترقيه للمرتبه الخامسه فقط مو الخامسه عشر

    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الله يعظم اجر من يتبع لتلك الوزاره

التعليقات مغلقة.