البناء على الإيجابيات

بالأمس صدرت في السعودية قرارات ملكية استراتيجية وكبيرة الأثر، يتوقع ان تحدث نقلة نوعية في العمل الحكومي وفي قطاعاته المختلفة. لم ينحصر الأمر في تغييرات وزارية لوزارات خدمية تهم القطاع العريض من الشعب، بل حدث تطوير جديد ومهم لهيئة كبار العلماء وسلك القضاء يستكمل فيه للأخير خصوصاً ما صدر من قرارات تطوير مفصلية سابقة، إذ نال السلك القضائي النصيب الأكبر من التطوير والإضافة. ولا شك في هذه الجزئية، ان تعيين نائب رئيس ديوان المظالم (سابقاً) وزيراً للعدل، سيحدث تناغماً أكبر في العمل القضائي، خصوصاً أن الدكتور محمد العيسي أحد الذين عملوا على الأنظمة القضائية الجديدة، والقضاء في السعودية واجه نقصاً ليس في عدد القضاة فقط بل في الهيكلية، ويؤمل مع القرارات الجديدة ان يتم استيفاء هذا النقص، بحيث يتمكن السلك القضائي من القيام بمهماته على الوجه الامثل، إذ أحدث ذلك النقص والجمود اختناقات أثرت في مسيرة التنمية وتطلعات المواطن.
التغيير مع التطوير نال أكثر من جهاز، وهو ما يؤكد رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز في النظر إلى مستقبل أفضل للبلاد، وتلمّس حاجات المواطنين تحقيقاً للتقدم المنشود، لذلك ينظر الى قرارات الأمس على انها تجاوب نوعي ومؤسس يشهد لتلك الحاجات، وهي تبنى على ايجابيات سابقة لاستكمال تشييدها واستثمارها، خصوصاً أن المطالب من الشعب كبيرة ومتنامية في كل قطاع.
والجهات الحكومية مدعوة للعمل بتناغم أكبر وتجانس أفضل، يتجاوز الانغلاق إلى الانفتاح والتعاون والمبادرة. هذا ما سيعمل على تحقيق تطلعات الملك عبدالله بن عبدالعزيز وطموحاته، التي تركز على الفوز في سباق التنمية، حتى نتجاوز العقبات ونحقق تقدماً في المتوافر والمتاح، خطوات تسبق الحاجات.
المهمة للمعينين حديثاً في مواقع مختلفة مهمة نتطلع لتطويرها والنجاح فيها جميعاً – مهمة كبيرة – الذين نالوا الثقة الملكية لمواصلة البناء، أدعو الله تعالى – قبل ان أبارك لهم – أن يعينهم عليها ويوفقهم لكل خير.
في جانب آخر لا بد من الشكر والتقدير والدعاء لكل من عملوا بإخلاص وتفان، وانتهت مدة تكليفهم بالمهمات في كل قطاع، ولا شك في أن الأثر لما قدموه باق وملموس.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، قريبان من الشعب حريصان على حاجات المواطن، المبادرة للتطوير والتحديث كانت عنوان وتطلعات القيادة، وما ينتظر من المعينين حديثاً مع زملاء لهم هو ترجمة ذلك ليصبح واقعاً يلمسه كل مواطن.