إعلان توظيف = استغلالاً بشعاً

لم استغرب أن يكشف عن شركة «وهمية» تستغل الباحثات عن وظائف إلى درجة إقامة نادٍ ليلي في البدروم تستغل فيه الباحثات عن عمل، مع كل التفاصيل التي وردت في خبر نشرته صحيفة «الرياض» يوم الأحد، لم استغرب، لأن الفوضى التي تعم سوق الإعلان عن الوظائف وضعف وسائل التحري عنها للأفراد الباحثين عن عمل هما السائدان، ولن استغرب أن تكون هناك شركات أخرى تقوم بالممارسات نفسها سواء كانت وهمية أم غير وهمية! الأسئلة التي تطرح نفسها كثيرة، يمكن اختزالها في سؤال واحد يقول هل البيئة التجارية والتسويقية لدينا بيئة رحبة للنصب والاستغلال؟ الجواب نعم… للأسف، خصوصاً للنساء الباحثات عن عمل، مع رقابة ضعيفة من جهات مكلفة بالرقابة. فكيف تتمكّن شركة «وهمية» من مقر وإعلانات توظيف ولا يسأل عنها أحد؟ وهل سننتظر أن يبلّغ فرد شجاع عن ممارسات مثل تلك؟ أم أن الواجب علينا إقفال الأبواب المشرعة التي توفّر الفرصة لمثل هذه الجرائم؟
إن مسؤولية استغلال الباحثين عن عمل، خصوصاً من النساء، هي في المقام الأول مسؤولية وزارة العمل وهي تحاول القضاء على البطالة وتضع اهتماماً خاصاً لتوظيف النساء اللاتي تزداد بين أوساطهن البطالة، ولعل القارئ العزيز يتذكر خاتمة مقالي قبل أيام عن موقع الباحثات عن عمل وتحذيري من تكاثر النصّابين والمستغلين، ولو كنت في مكان الإخوة في وزارة العمل لخصصت رقماً مجانياً للتحري «يتم الرد عليه!»، يسمح لطلاب التوظيف أن يتصلوا به ليتأكدوا من صدقية الإعلانات… هذا من أبسط الأمور كحل موقت إلى حين! أما مسؤولية التأكد من جدية الشركات واحترامها لقيم المجتمع وكرامة أفراده من دون مساس بها واستغلال حاجات، فهي مسؤولية التجارة مع هيئة الاستثمار.
ليست الإنجازات بذكر أرقام «السجلات والاستثمارات» بل بحقائق الأرقام، والمنتظر أن يتم الإسراع بتقديم هؤلاء للمحاكمة والإعلان عنهم بالأسماء والصور، هذا عنصر رئيسي من عناصر الردع، ولعلها لا تضيع الأسماء فتتحول إلى وهمية مثل الشركة الوهمية.
***
تفاءلت بتكليف الأستاذ محمد العقلا بوكالة الرعاية والتنمــية الاجـــتماعية إضافة إلى عمله في وكالة الضمان، ولعله لا يكون تكليفاً موقتاً، الرجل أسهم بجهد مشكور في تطوير وميكنة الضمان الاجتماعي، ولامس ميدانياً بعض مواقع الفقر المدقع، وأنقل له ابتهاج بعض من الحريصين على الفـــقراء والوفاء بحــاجاتهم لهذا التكليف، وكالة الرعاية والتنمـــية الاجتماعية وكالة حساسة، يكفي أن المهمات المكـــلفة بها متعددة وبحاجة إلى تطوير وتحديث يتواكب مع همة خادم الحرمين الشريفين في الوفاء بالحاجات والقضاء على الفقر، فهي تُشْرِف على رعاية الأيتــام والأحداث والمعوقين والمسنين وغيرهم، إلى الإشراف على الجمعيات التعاونية والخيرية، والأخيرة بحاجة إلى الكثير من النشاط. أتمنى للأستاذ محمد ولزملائه كل التوفيق والعون من الله تعالى.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على إعلان توظيف = استغلالاً بشعاً

  1. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    هايل الله يعطيك العافية.
    والله النصابين كثروا جدآ وخاصتآ في بعض الدول العربية هذه الأفة أستاذي.
    صارت موضة ذى مايقولون المفروض هيئة الرقابة تضع حل وحل سريع قبل
    أن يتفشى المرض ويصبح مرض مزمن ويصعب بعدها أستأصال أى ورم من هذا السرطان القاتل لكل معاني الأخلاق الكريمة والضمائر المستيقظة هؤلاء
    لبد من ملاحقتهم أمنينآ وتقديمهم للعدالة حتي تسلم من أيديهم البشرية والمغلبون
    علي أمرهم…
    سلمت يمناك . أستاذي..الحبيب.إلى الأمام:

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    مارأي استاذي الفاضل لو تم الزام الجهات التي ترغب في الاعلان عن الوظائف ان يتم الزامها من تصديق الاعلان من اي مكتب عمل حتى يتسنى لمكتب العمل متابعة الموضوع من ناحية ومن ناحية اخرى يوجه البشر اللي متقدمين لطلب وظيفة سواء كانوا رجال او نساء مجرد اقتراح .

التعليقات مغلقة.