أزواج وزوجات

ربما يسبب الخبر الذي كتبه الزميل محمد الرويشد الأربعاء قبل الماضي مشكلات بين الأزواج فيعود كل طرف إلى أوراقه القديمة، إذ نشرت «الحياة» على صفحتها الأخيرة عن عروس أهدت عريسها صباح أول يوم صندوقاً مزيناً بالورود يحتوي على المهر الذي دفعه. في عادات الزواج السعودية «الصباحة» من حق العروس يدفعها العريس «من ورا خشمه»، لكن عروس «الأحساء» قلبت المعادلة وهو ما يبشر المقبلين على الزواج من الشباب بموضة جديدة… إيجابية هذه المرة، وأهلنا في الأحـساء معـروفون بالـطيبة والـكرم مع سـماحة. وفـي خـبر آخـر لم يـطلب الأب مهراً لابنته أو بناته سوى ريال واحد، وحالة ثالثة قـدمت فـيها العروس نصف مهرها لعمها ولي أمرها. وكل هذه أخبار طيبة مع استمرار التجار في رفع الأسعار وجعل الحياة أكثر صعوبة على الشباب والشابات، ووجدت أن العريس الذي استعاد مهره بتلك الصورة اللطيفة وقع تحت مسؤولية أكبر، إذ تم إعلان حسن النوايا من أول يوم، وهو ما يعني ديناً مركباً، مادياً ومعنوياً في رقبة العريس.
الصورة العامة هي أن المـقبلين علـى الـزواج يعـانـون من تكاليفه الباهظة، وأكثر هذه الكلفة يذهب لسد عيون الآخرين – الناس – وإسكات ألسنتهم، على رغم أن الأخيرة لن تصمت حتى ولو حشر في الأفواه ذبائح. هناك أفراد من البشر لا تعمل فيهم سوى ألسنتهم، إنتاجهم الوحيد هو الكلام الموجع، وحالات مثل ما سـبق لاشــك إيــجابيـة تسـتـلزم الـوفـاء والتــقدير منقطع النظير… مع الإشادة والدعاء لهم جميعاً بالتوفيق. ولعلها تؤسس لنهج اجتماعي جديد، لا يقيد فيه الزوج بالأثقال المالية لكـسر ظـهره، في مـقابل أن يكون «قدها» فعلاً لا قولاً، فلا يظهر أمام الناس بصـورة الـكريم وأمـام الزوجـة تظهـر شـخصيـة اللـئيم.
والواقع أن المرأة هي الطرف الضعيف في مجتمعنا، صحيح أن هناك استثناءات من «نمونات» تأخذ حق الجنس الناعم كله دفعة واحدة أو بالتقسيط، إلا أن الغالب هو ضعفها في مقابل قوة الزوج، ومن علامات هذا الضعف حالات كثيرة أقلها من يعلق زوجته بعد خلافات لم يعد ممكناً إصلاحها شارطاً إعادة المهر! حتى ولو كانت الزوجة في حال ضعف معنوي ومادي، بقاء مثل هذه الحالات على وضعها المتأرجح مدعاة للانحراف، وفيه شكل من أشكال القهر، ربما يبرر هذا ماشاع عن دعوات فرح وبطاقات مزخرفة لحفلات طلاق!
ومثلما هنالك لجان للمعسرين من المسجونين لعل المهتمين يفكرون في لجان للمعسرات من المعلقات والمهملات، خصوصاً في قضايا يثبت فيها عدم القدرة على العيش المشترك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على أزواج وزوجات

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    الفتاة والمرأة عموما مازالت ولاحول ولاقوة الا بالله هي الحلقة الاضعف في مجتمعنا . انا لااتكلم استاذي عن مواضيع العمل لكن اتكلم عن ارتفاع نسبة العضل التي تتحدث عنها باستحياء اخبار شاردة وواردة . جهود التوعية لم تؤدي الى نتيجة واعتقد استاذي ورأينا لايعلو على رأيكم ان هناك عدة عوامل ساهمت في تفاقم الموضوع . المبادرات الجميلة والنبيلة التي ذكرتها استاذي يجب ان تأخذ حقها من التوسع في نشرها والاشادة بها .
    ادام الله عليكم استاذي صواب الرأي وجعل ماكتبت في ميزان حسناتكم واخواتنا الفتيات يستاهلوا الله يحفظهم .

  2. بدر الفهد كتب:

    المرأة مع الأسف هي مايجب ان يوجه لها اصابع الأتهام ؛ كما أنها ليست ضعيفه كما يعتقد؛ لاانتصارا للرجل ؛ بل احتقار للمرأة التي لاتعي حقوقها في ضل القوانين والتشريعات التي كفلتها التساتيير والعقائد في حقوقها ! المرأة هي من صنعت ذلك الرجل المستهتر ؛ ذ لك الرجل المستقوي بأيرادتها ؛ هو يملك الطلاق !! وهي تملك الغلع؛ هو له الحضانة وهي كمان وتسقط عن من لا اهليه له ؛ المرأة التي تتنازل عن حقوقها لا تجب ان تتباكى اونتباكا عليها ؛ اما من يدير ويتدبر اموره بعواطفة ولا يترك مجالا للعقل ( المرأة او الرجل ) فهو من عليه دفع فاتورة تدبيرة ؛ الرزق بيد الله ؛ والقدر والمقدر بيد الله !! اذن لماذا ؟ نبحث عن شماعات للتعليق !! الجواب ( ضعف الوازع الديني)الذي أوجد فينا الخوف من كل الأشياء حتى بتنا كتله من الخوف الغير مبرر ! الامن خلال ضعف ايماننا بحقوقنا!!؟؟
    وآه من ارثنا ثقافة ” الأسقاط التي اذابت ( أدميتنا ) في وطن الدين والسلام
    وعشت ياوطن…..

التعليقات مغلقة.