كشفت المكالمة الهاتفية بين الأمير محمد بن نايف والإرهابي المنتحر في صورة من الصور عن القلوب والأفئدة، كان المنصت للحديث المتبادل يرى الفارق بين القلب الناصح الحاضن والحريص على النساء والأطفال، وبين القلب المريض المتوجس المضمر كيداً وحقداً.
والمكالمة التي بثها التلفزيون السعودي أيضاً كشفت عن مستويين من الحوار، الأول: واضح فيه النقاء والهدف السليم، والثاني: حائر يدور على نفسه، ويتخفى وراء عموميات لا تحدد موقفاً. صحيح أننا الآن نتحدث عن ذلك الحوار بعد الجريمة الغادرة؛ لكن خُيل إلي أن في حديث الإرهابي اتضحت رسائل مبطنة كانت تكشف حقيقة نواياه وما يضمره في نفسه، وهو يحور ويدور في كلام عادي عمومي، مع أنه طلب تسليم نفسه إلا أنه لم يستطع كتمان ما في داخله.
الصورة التي نشرت أيضاً للجريمة الشنيعة تبين صورتين متجاورتين ومتناقضتين، لا يفصل بينهما سوى «مسند أو مركا» في مجلس شعبي سعودي على الأرض يعرفه كل مواطن. جانب الإرهابي، كان ملطخاً بالدماء واللون الأسود من أثر التفجير وأجزاء من أشلائه وبجواره على بعد سنتيمترات. الجانب الثاني، كان أبيض نظيفاً في حالته المعتادة. وهي تصور في ما تصور الفرق بين موقفين وفئتين وتوجهين: واحد يسعى للدمار والخراب، والآخر ينشد النماء والاستقرار، الأول: لا يعرف سوى الهدم ولا يذكر له بناء سوى كلام وركام من الجثث وبرك الدماء والثاني: شواهد أعماله واضحة لا تخطئها العين السليمة، مثلت صورة جثة الإرهابي بأجزائها المتناثرة أفضل تعبير عن حال فكر الإرهابيين وأثره في المجتمع، فهو انفجر مثل أصحابه، ولم يبق منه سوى آثار الدماء والدخان التي لا تحتاج إلا إلى جهود في التنظيف، أقول فكراً تجاوزاً، وإلا في الواقع هو الهدم،
ولست أشك أنها معجزة إلهية ورحمة من لدن الله تعالى، فلم يكن يفصل بين الإرهابي والأمير محمد بن نايف مسافة تذكر، أيضاً لم يتعثر الإرهابي في سجادة كما نُشر، بل إن مخططه ونواياه تعثرت، وأفشلها الله تعالى.
في المجلس الشعبي، مثّل الإرهابي فئته الضالة فتناثر قطعاً وقُتل. ومثّل الأمير محمد بن نايف الوطن، فسلِم، وعاد يعمل بنشاط وهمة عالية مع احتضان شعبي غير مستغرب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قد لاتصدق استاذي الحبيب لكن هذا الموضوع حصل امام عيناي حيث شاهدت العديد من ممن سمعوا
المكالمة وهم يبكون .. نعم وحينما سألتهم عن اسباب بكاءهم اجابوني نحن نعرف ان ولاة امورنا طيبين
وليس لدينا شك في ذلك لكننا لم نكن نعلم انهم بهذا الحجم من الحنان والعطف على ابناء شعبهم
مجريات الحديث لايمكن ان تدل سوى ان والد يكلم ابنه حاشا لله ان يكون هذا المجرم ابنا من ابناء الوطن
تصدق استاذي الكثير بعد الحادثة لديهم يقين تام بأن وراء هذه العالم وتحريكهم هم اليهود فقط لاغير
والا هل يعقل ان انسان يمتلك اي انسانية وليس مسلما يفعل هذه الفعلة القذرة .
الحمد لله على سلامة الامير محمد ولايحيق المكر السئ الا بأهله.
شكرا استاذي ..