وزر الحكومات والشعوب

وجد رئيس الوزراء في العراق نوري المالكي ضالته في الحشد الطائفي لتحويل الأنظار عن نتائج أداء متردٍّ لحكومته وصراع سياسي مع منافسين، وبعد أن تمّ قمع تظاهرات مواطنين عراقيين طالبوا بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد أبرزت على أطلالها مظاهرات ضد الحكومة البحرينية، وأكملها رئيس الوزراء بتصريحات ساخنة معممة ضد قرار دول مجلس التعاون إرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين. المالكي الذي جاء إلى السلطة على مدرعة طائفية إيرانية بمحرك أميركي وخطف الرئاسة من غالبية انتخابية حصلت عليها قائمة علاوي لا مانع لديه من استغلال الطائفية إلى أبعد حد، ولِمَ لا وهو لا ينظم خيطاً بإبرة إلا مروراً بطهران.
في جانب آخر، نشرت «السياسة» الكويتية في 24 آذار (مارس) تقريراً عن «مصادر عربية في لندن» يقول إن دول مجلس التعاون قررت إبعاد الشيعة اللبنانيين ممن ثبتت علاقة لهم بحزب الله اللبناني عن أراضيها، ولم يصدر شيء رسمي من دول المجلس حتى الآن، ولا حتى بعد اتهام وزير الخارجية البحريني حزب الله اللبناني بالمشاركة في ما تشهده البحرين. والذي يتابع حشداً تمارسه، قنوات، منها «المنار»، وخطاب أمين الحزب السيد حسن نصر الله الأخير، يستطيع تقدير الموقف، ويعلم أن هؤلاء الساسة، من المالكي إلى حسن نصر الله، ومن خلفهم حكومة نجاد وقنواتها الفضائية، حققوا أكبر ضرر بالشيعة في الخليج، أقلّها في الصورة الذهنية عنهم، ليخرج بنتيجة منطقية أن دول المجلس لها الحق في القلق واتخاذ ما تراه مناسباً لمصالحها.
في الجزئية الأخيرة أنا مطمئن ولدينا في السعودية تجربة لا تُنسى حينما غزا صدام الكويت وتلوّنت أنظمة عربية فقامت قيامة تظاهرات تشابه ما يحصل الآن وإن اختلفت الدوافع والأهداف. لم يتضرر العاملون من جنسيات دول عربية اتخذت موقفاً ضد السعودية.. ولم يضيّق عليهم، الإجراء الوحيد الذي تم هو خفض مميزات كانت العمالة اليمنية تحصل عليها استثناءً، حيث كانت تعمل من دون كفلاء فتم اشتراط كفيل. أحداث عايشناها، وقتها قام الإعلام الموجّه المضاد بنثر افتراءات لا أساس لها من الصحة.
لـذلك لا يستغرب تصـريح الـشـيخ عـبدالـلـه بـن زايد وزير الخارجية الإماراتي أن دول المجلس «لم ولن تحمّل الشعوب وزر حكوماتها»، وليس هناك من حكومة سوى إيران، إلا إذا كان يقصد أن حزب الله اللبناني حكومة داخل الحكومة. إنما الأهم هو أن تقنع دول مجلس التعاون شعوبها بأن موقفها موحّد وعملها مؤسسي، وتتحمل في الخارج كما في الداخل حماية أبنائها ديبلوماسيين ومسافرين، من إيران إلى… لبنان.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على وزر الحكومات والشعوب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    السؤال اللي يطرح نفسه يابو احمد ليش الان هذا كله .. خمسين مليون سنة
    واحنا والشيعه ماعندنا مشاكل .. والله افتكر ان الحجاج الايرانيين كانوا في
    الحج يحضروا لانسمع لهم حس منظمين ومرتبين واخر حلاوة وادب
    ايش اللي صار وايش هذه الفرقة اللي صارت والا مكتوب علينا نكون
    غير موحدين مع بعضنا كمسلمين الله لايوفق كل من يريد بالمسلمين سوء
    بس وشكرا

التعليقات مغلقة.