الحرج والإحراج

ينتظر تطبيق بند من بنود مبادرة الجامعة العربية الخاصة بالثورة السورية، يعتقد أن في تطبيق هذا البند تسريعاً في حلحلة الأزمة وكشف الخافي منها إن وجد. فمنذ اندلاع الثورة السورية من درعا إلى حين انتشارها في أكثر من مدينة والتوقّعات تشير إلى «أزمة طويلة»، لأسباب معروفة أهمها طبيعة النظام وتكوينه. أما البند السحري في مبادرة الجامعة العربية رغم وصفها بمبادرة رفع الحرج، فهو يتلخَّص في فتح الأبواب لوسائل الإعلام العربية والدولية، إذا فتحت الأبواب للمراسلين سيتم القضاء على ما تصفه وسائل الإعلام السورية الرسمية وشبه الرسمية بالتضليل الإعلامي. لا يعقل أن تقوم كل وسائل الإعلام العالمية باستهداف نظام الحكم في سورية، أما الحديث عن التضليل فكان ولا يزال هو حجر الزاوية في الرد الرسمي السوري على ما تبثه الفضائيات، ولو أصرَّت الجامعة العربية على أن تفتح الأبواب للإعلام كأول بند للتطبيق لكان يمكن القول إنها قامت بواجبها تجاه المواطنين في سورية وأمنها واستقرارها.
كنا نعيب على الجامعة العربية أنها جامعة أنظمة أكثر من كونها جامعة شعوب، وفي ترتيب تطبيق بنود المبادرة – كما جاء في بيانها – انحياز واضح للنظام أو قبول بشروطه. الواقع يقول إنه ليس في يد الجامعة سوى الرحلات المكوكية وإطلاق التصريحات، ومن المستبعد أن تطلب – الجامعة – تدخلاً أو حماية دولية، لكن في إعلان فشل مبادرتها – لو تم – ضوء أخضر لذلك، وآخر ما صرَّح به الأمين العام للجامعة العربية لا يشير إلى رضا عن التطبيق السوري لبنود الاتفاق، إذ جاء على شكل تحذير من كارثة.
لدى النظام السوري فرصة ذهبية لتبديد ما يصفه بالتضليل الإعلامي والهجمة الإعلامية حينما يسارع بفتح الأبواب لوسائل الإعلام العربية والدولية، فهذا البند من مبادرة الجامعة العربية هو أهم ما جاء فيها، لأن البنود الأخرى لا يمكن الكشف عن حقيقة تطبيقها مع حصار إعلامي حديدي، ومثلما ترفع الجامعة العربية الحرج عنها بالمبادرة، يدفع تطبيق هذا البند من عدمه النظام في سورية إلى زاوية أكثر إحراجاً.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على الحرج والإحراج

  1. جلال القيصوم كتب:

    كل عام وانت بخير يا ابو احمد وعيد اضحى مبارك ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    من الناحية السياسية النظام في سوريا في الوقت الراهن كسب المعركة وذلك من خلال توصيف الغرب لسوريا انها تختلف عن ليبيا تماما وان التجربة الليبية لا يمكن استنساخها في سوريا. ليس دفاعا عن النظام السوري ولكن هناك ازدواجية لا يمكن فهمه في الجامعة العربية بين الدول لا نراها تقدم اي شي بالنسبة لليمن او تقدم ورقة عمل او تتبنى طاولة نقاش لتخفيف التوتر والاحتقان في البحرين لذا لا نعول على الجامعة العربية في تبنى القضايا للشعوب هي دائما تعطي الشرعية للفائز الاخير وبمشاورات غربية النفوذ وخير دليل على ذلك ها هو الصومال ماذا قدمة لهاليست عضو فيه فلا يتكل السوريون عليها حاليا توصلت المعارضة السورية الي مكتسبات عليهم قطف ثمارها هكذا هي المعارضة السياسة الواقعية . عليهم تعلم ه

  2. رعـــد الشمري كتب:

    أخي الكاتب/
    عظم الله اجرك في الجامعة العربية …..!!!
    يااخي أذكر لي انجاز للجامعة العربية منذ تاسيسها غير ((لهط)) الفلوس .؟؟

    خاتمه/
    ماهو رايك في مقطع ((( نحر ))) جنود بشار والشبيحه للمواطنين السوريين كالخراف قبل 3 أيام..؟؟؟؟؟؟؟
    ((( هل رأيت المقطع الفضيع ..؟؟؟)))

    شوكه/
    لاجامعه ولاغيرها …. اهل سوريا عليهم بمبدأ المعامله بالمثل من النظام السوري بأستخدام القوه…..

التعليقات مغلقة.