من يدير «العلوك»؟

الذي أعرفه أن مؤسسة النقد السعودي هي المعنية بعرض النقود والتأكد من توفرها بالكميات المطلوبة في السوق، من فئة الـ500 ريال إلى الفراطة المعدنية، ويظهر أن معرفتي قديمة لم تواكب التطورات إذ اكتشفت من خبر نشرته «الحياة» أن مصنع باطوق للعلكة هو الذي قرر استبدال العملة المعدنية بالعلكة في محال البيع! نشرت «الحياة» تصريحاً لعضوة مجلس شركة باطوق فاطمة باطوق «ان الشركة استطاعت استبدال العملات المعدنية بمنتجاتها من العلكة حتى أنها حلت محلها، مشيرة إلى أن معظم المحال التجارية قامت بصرف العلكة بدلاً من العملة المعدنية، وبسببها ارتفعت العوائد السنوية 94 مليون ريال». انتهى.
ونحن نريد فهم «استطاعت» هذه!؟
بدأت قصة ندرة العملات المعدنية بتهميش فئة الربع ريال، ثم تطور الأمر إلى فئة النصف ريال الذي تركز استخدامه لهواتف العملة قبل انقراضها، ليصل الجفاف إلى الريال بشحمه ولحمه، ولم يعد مستغرباً أن يطلب منك كل بائع «من دون مبالغة» ريالاً بسؤال معتاد «معك ريال» قبل وضع يدك في جيبك، فهناك جفاف في عرض الفئات الدنيا من العملات الورقية فكيف بالمعدنية «هذا ما يحتج به الباعة من البقالات إلى الصيدليات والمولات»، وتم الاستبدال بالعلكة والمناديل لكن وبحسب التصريح أعلاه يبدو أن العلك كان سائحاً «فنشب» حتى استطاع احتلال المكانة، ويشاع أن ندرة الريال الورقي مقصودة ولا أملك دليلاً على هذه الإشاعة لأثبتها مع صمت مطبق من مؤسسة النقد حول هذا الموضوع «الهامشي».
وكان المواطنون في السابق يتهمون أنهم مهملون لحقوقهم بعدم طلب «الباقي»، من فئة القروش أو التغاضي عنه، والحقيقة أنهم مجبرون لاحتجاج الباعة بعدم وجود الفراطة المعدنية والورقية، ويظهر أنه لابد لمندوبة وكالة إعلام أجنبية من سؤال مؤسسة النقد حتى تجيب، فهي لم تتعود الإجابة على ما يطرح في الصحافة المحلية عن شؤون هي من صميم عملها، وكنت قد أشرت في مقال قديم إلى الظاهرة، وما دام مصنع علوك استطاع استبدال العملات المعدنية بمنتجاته لا بد من سؤال عمن هو الذي يدير النقود في البلد، وبزيادة المبيعات إلى المبلغ الذي ذكرته فاطمة «94 مليون ريال» من حق مؤسسة النقد الحصول على نسبة، ولو على شكل «علوك» لنرى مبناها في شارع المطار القديم المبنى الوحيد في العالم الذي يعلك وربما ينفخ.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على من يدير «العلوك»؟

  1. مستكى كتب:

    جميع الشعوب بما فيها الخليجية تقدر فئات العملة المعدنية ،،
    ما عدا نحن الشعب الوحيد الذي لا يعترف بهذه العملة،،
    والمشكلة انهم يقدمون العلك دون اخذ الموافقة من الزبون شاء أم أبى،،
    فالعلك جزء لا يتجزأ من باقي الحساب وفاتورة الشراء،،
    أما بعض نقاط البيع فإن المحاسب يلقي السؤال المطّاطي(تتبرع بالهلل) لصالح احدى الجمعيات
    ولا أظن السؤال يطرح على الأخوة الأجانب فقد يكون قاصراً على السعوديين لأنهم بطبعهم
    ( عاطفيين،خجولين،مجاملين،….الخ )
    بس ياليتهم يعطونا( لبان لامي) – أصرف
    طبعاً ونتيجة لأن الشعب دائماً يعلك فقد يكون هذا عاملاً مساعداًعلى انتشارمراكزالعناية بالأسنان.ولا يمنع أن يكون لدى باطوق مركزاً من هذا النوع .

  2. ﺟﻼﻝ ﻋﺎﺑﺪ كتب:

    ﺍﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺼﺮﻑ ﺍﻛﺜﺮ ﻭﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺏ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﺍﺑﻮ ﺭﻳﺎﻝ ﻭﻧﺺ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﺘﻼﺯﻡ ﻣﻊ ﻋﺒﻮﺓ ﺍﻟﻤﺎء ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﺑﻮ ﻧﺺ ﻭﺗﺪﻓﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺎﺷﻴﺮ ﺭﻳﺎﻟﻴﻦ ﻭﻳﻜﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺏ ﻭﻳﻜﺴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎء.
    ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﻭﻗﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ.

  3. سامر السعيد كتب:

    قرأت الخبر للسيدة فاطمة باطوق وبصراحة
    خير بلادنا ذاهب للدخلاء ويجب على مؤسسة النقد ان تفرض ضريبة دخل على مثل هذه الشركات التي تمص دماء المواطنين وتستغل جميع الازمات بل ومن الممكن ان تكون هي التي اختلقتها .

  4. waai كتب:

    ياحليلك يابو احمد كلامك صحيح وواقعي ونا بنفسي اعيشه
    بس حركه الذبات اللي تجي من الخلف
    سخريه بأدب وبدون الخروج عن المألوف
    لك الشكر حتى تمتلئ روحك بالعافيه والصحه ونستطيع ان نراك هنا لعدة اعوام متتاليه

  5. على السليمان كتب:

    استاذ/ عبدالعزيز هل تعلم انى احرص عند اخذ العلك ان احتفظ به وذلك حتى اعطيه المحل الاخر الذى لا يوجد عنده هلل !!! بكذا بضاعتهم ردت لهم عاشت مؤسسه النقد عاشت عاشت

التعليقات مغلقة.