أمل جديد

أفضل رد يمكن للدول الإسلامية في مواجهة الهجمة الشرسة ضد الإسلام والمسلمين والمضطهدين وإلصاق الإرهاب بهم هو العمل الفعال والمدروس، لذلك فإن من المفرح والمبهج الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام عن إعادة هيكلة منظمة المؤتمر الإسلامي، الخبر نقلته الوكالات عن وزير خارجية ماليزيا سيد حامد البار إذ أعلن عن اجتماع وزراء خارجية الدول الـ57 الاعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في صنعاء أواخر هذا الشهر، تحدث الوزير عن إعادة هيكلة المنظمة وتغيير اسمها، وأكّد الحاجة إلى “تغييرات جوهرية… كبرى في المنظمة” لتحسين الصورة وإظهار الأمة الإسلامية أمة اعتدال.
كنت من المطالبين بإحداث نقلة نوعية في عمل منظمة المؤتمر الإسلامي والرابطة كذلك، فمنذ أحداث 11 سبتمبر والهجوم الشرس ضد كل ما هو إسلامي ومسلم اتضح من ردود فعل المنظمات الإسلامية الرسمية والتي تجمع دول العالم الإسلامي، البطء والتقليدية، وفي غالب الأحيان الكمون والانتظار والتزام الصمت، صدمة الإدارة الأميركية وأدواتها الإعلامية الفعالة أحدثتا شللاً في أجساد مريضة أصلاً وغير مهيأة للمواجهة، لهذا فإن خبر إعادة الهيكلة والتغييرات الجوهرية أمر مفرح، الأمل ألا تنحصر التغييرات في المسميات، والأمل أن تستطيع 57 دولة الاتفاق، فلا تظهر لنا دولة صغيرة هنا أو هناك لتضع عصا في عجلة الإصلاح هذه، وما تتفق عليه الغالبية هو الذي يجب أن يتم.
أولى المهام التي يجب على منظمة الدول الإسلامية الجديدة اتخاذها هي إصدار قوانين تجرّم معاداة الإسلام والمسلمين، وتجرم التحريض على كراهية المسلمين والسخرية من عقيدتهم ورموزهم وشعائرهم. إصدار مثل هذه التشريعات من منظمات دولية مثل منظمة الأمم المتحدة أمر في غاية الأهمية والأهم حسن استثمارها، ويمكن لهذه المنظمة استثمار سياسات الاعتدال التي تقوم بها كثير من الدول الإسلامية وفي مقدمها السعودية، ولنأخذ سياستها النفطية فقط مثالاً على الاعتدال ومراعاة تأثيرات أسعار النفط في الاقتصاد العالمي، مثل سياسة الاعتدال هذه لم تستثمر إعلامياً بل نُصور دائماً في الإعلام الغربي الفتّاك على أننا “الشرهون النفطيون” وأن أرباح ارتفاع أسعار النفط لا تدخل سوى إلى جيوبنا على رغم أنه لا يصل إلينا منها سوى النزر اليسير، ويذهب الجزء الأكبر للدول الكبرى وشركاتها الكبرى، ومن المهام الأولى لهذه المنظمة واجب آخر يحتم عليها أن تقاتل لتعيد التأكيد على خطر الصهيونية على السلام العالمي، التي تسعى حثيثاً إلى تنظيف وجهها القبيح.
لدى هذه المنظمة إمكانات العمل الكبيرة إذا ما تم إصلاحها وتحديثها ويكفيها استثمار الأخطاء القاتلة لسياسة الإدارة الأميركية وتخبطها بتوجيه من المحافظين الجدد والصهيونية المطورة، يكفي هذه “المنظمة الأمل” توضيح الفرق بين صورة الأميركي وأميركا قبل أحداث سبتمبر وبعدها، لقد أصبحت بسواعد المحافظين الجدد وأذنابهم أكثر دموية واستعمارية، أما الكذب والنفاق فحدّث ولا حرج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.