“هيئة تشجيع الاستفهام”

علامة الاستفهام هي العلامة… الفارقة لكثير من شؤوننا وقضايانا، ويمكن مع تكاثرها اعتبارها علامة تجارية محفوظة الحقوق. خذ مثلاً ملاحقة هيئة تشجيع استثمار رأس المال الأجنبي لتلك الرؤوس، والندوات والرحلات التي تتعب القائمين عليها، وانظر إلى أموال المستثمرين في الداخل كيف تتبخر في مساهمات هلامية النهاية لها تجميد في حسابات في سويسرا أو تبخر في غانا ونيجيريا، اسم الهيئة يدل على وظيفتها، لذا لا يمكن لومها، نتركها قليلاً ونلتفت إلى مؤسسة النقد وهيئة سوق المال، خلال الأسابيع الماضية طرأ تطور ظريف، أصبح لدى المتداول في الأسهم السعودية ثلاثة أسعار للسهم الواحد! وفي اللحظة نفسها ولدى الموظف نفسه، سعر على الشاشة العامة واثنان على شاشة التنفيذ، و”طب وتخير”، بهذا أصبحت السوق السعودية للأسهم الأولى عالمياً التي تقدم ثلاثة أسعار للسهم الواحد في جزء من الثانية، وهذا إنجاز آخر يضاف إلى الانجازات الكثيرة السابقة. تطور إضافي حصل نهاية هذا الأسبوع، شاشات الأسهم العامة في البنوك تظهر أسماء الشركات على شكل علامات استفهام هكذا “؟؟؟؟؟”، في البداية توقعت أنه خطأ فني، لعلكم تتذكرون مقالاتي الكثيرة منها “سيستم داون”، بعدما فكرت وفكرت توقعت أنه تنبيه للمستثمرين والمتداولين عن حجم وعدد علامات الاستفهام التي تثار حول كل شركة من الشركات المساهمة، قلت في نفسي: هل هو تحذير مبطن من “ساما” أو هيئة الأسهم!؟، هل هناك خطر مقبل على السوق لا يستطيعون الإفصاح عنه؟ خصوصاً أن لديهم مشكلة في التحدث بالفصيح!
 وقبل ظهور علامات الاستفهام لم تفتح السوق في وقتها المعتاد بسبب خطأ فني تم التنبيه عنه بعد أكثر من عشر دقائق، التنبيه تم برباطة جأش يحسد عليها القائمون أو النائمون على “تداول”، “ثقل” ليس هناك أثقل منه، و”يا جبل ما تهزك خساير”.
في مثل هذه الأوضاع لم تتعبون أنفسكم وتحذرون من مساهمات مشبوهة؟ وهل سوق الأسهم في وضعها الحالي تختلف عنها كثيراً!؟، وفي مثل هذه الأوضاع لماذا تتعبون أنفسكم وتبحثون عن استثمار أجنبي؟ أليس من الأفضل الستر على أنفسنا وأخطائنا وعوراتنا الاقتصادية؟ مع الأجانب لا يمكن المكابرة، سينشرون هناك في صحفهم وإعلامهم، وهذا آخر ما تريدون حصوله، من هذا المنطلق أقترح دمج هيئة تشجيع الاستثمار مع “ساما” وابنتها هيئة سوق المال تحت مظلة جديدة اسمها “هيئة تشجيع الاستفهام”، كلهم يزرعون علامات الاستفهام ولا يجيبون على علامة واحدة منها، سيتم توفير كثير من الموارد والجهود و”خصخصة الاستفهامات”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.