وماذا عن نحيب مزنة؟

رسالة غاضبة من قارئ لم يذكر اسمه، يظهر – والله أعلم – أنه طبيب، عنوانها “أصوات أعياها النحيب”، يقول المرسل إن المرضى أصبحوا يتجرؤون على الأطباء بسبب ما ينشر في الصحف عن التجاوزات الطبية، وإن المريض صار يهدد الطبيب باللجوء إلى الصحف شاهراً سيف النشر، ومن الرسالة:
“سيدي الفاضل، إن مما يدمي القلب تهافت الجميع للخوض فيه وكأنه ليس لديهم ما يخوضون فيه، ولن تكون المرة الأولى ولا الأخيرة، نجد ذاك يكتب عما حصل له، وكأنه حصل من سفّاح مجرم لا من طبيب حاول أن يساعده! نحن هنا لسنا للدفاع عن حالات فردية، ولكننا نتمنى من الجرائد بصفة عامة وجريدتكم بصفة خاصة عدم نشر أي خبر أو مقال من دون بينة” انتهى.
 سلامة قلبك أولاً، وأخبرك أن النشر لا يتم إلا عن بينة، وإذا حدث خلاف ذلك فهو أقل كثيراً مما لا ينشر عن التجاوزات الطبية. يا أخي الكريم، أنت تعلم أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، وأن الصناعة متدنية الجودة تضر بالصناعة المتينة وتصيبها بالإفلاس، هنا يجب على كل الأطباء المخلصين الذين يعملون بجد واجتهاد ويراعون الله – تعالى – في أعمالهم أن يتوجهوا إلى هيئة التخصصات الطبية فهي مسؤولة عنهم وعن سمعتهم، إن مسؤوليتها لا تتوقف عند رفع الرسوم التي تؤخذ منكم، انظر إلى جمعية أطباء الأسنان السعودية، هل تذكر يا عزيزي مرة واحدة تدخلت فيها لتنظيف سمعة طب الأسنان من الاستغلال والتلاعب التجاري بأفواه الناس، لكنك تجد ختمها يزين معاجين الأسنان ويظهر اسمها في الإعلان، ألا يصيبك هذا “بالجنان؟”!، يجب عليكم معشر الأطباء أن تتوجهوا إلى وزارة الصحة لحماية سمعة الطبيب من الانحدار، وقلت هذا مراراً، أتعاطف مع كل طبيب مخلص أمين وأعتقد عن قناعة ومعرفة بأنهم الأكثرية، لكنها العملة الرديئة وهيئات تحتفي بالرسوم، و… وزارة تتوعد بالمراقبة والملاحقة، ننتظر على أحر من شمس الرياض بيانها عن مجريات التحقيق في قضايا الفساد والتجاوزات، وعلى رأسها قضية المواطنة “مزنة”.
وأقدم كل الشكر والتقدير لجميع الإخوة والاخوات القرّاء الذين بعثوا برسائلهم، سواء الذين ذكروا أسماءهم أو اكتفوا بكلمات ومشاعر كريمة  ستبقى محفوظة في قلب الكاتب، ومنهم الأخ محمد العبدالله الذي يدلل على النظرة القاصرة لدى بعضهم تجاه الاخوة غير السعوديين بتصريحات مكافحة التسول التي تخفف من حدة الظاهرة “التسونامية التسولية” بالقول إن غالبيتهم من الأجانب، هذا يا عزيزي من التذاكي الإعلامي، شعاره الهروب إلى الأمام، وهو “دقة قديمة” فلو تسولت كائنات فضائية ستبقى مسؤوليتهم الأولى إلا في حالة تغيير مسماهم إلى مكافحة تسول المواطنين فقط لا غير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.