“النية مطية”…

“النية مطية” قالها المثل الشعبي والنية محلها القلب حتى ولو كانت نية هيئة أو شركة، والتلفظ بها بدعة فكيف يكون الإعلان عنها.
في اقتصادنا نلبس الشفافية بالمقلوب، نفصح عن النوايا ولا نصرح بالحقائق، ننفيها أولاً ثم نقسطها بأقساط مملة، والنية تتغير؟ ألم تسمع عن  تغير النية؟! لعلك ترجع للمحامين والمحاسبين القانونيين ليخبروك كيف تغيرت نوايا الشركاء تجاه بعضهم البعض، وأرباب العمل تجاه موظفيهم، وكيف تغيرت نوايا مجالس الإدارات أو بعض أعضائها، ستكتشف أن النية مطية وأن المسافرين على المطايا ليسوا بالضرورة قاصدين الهدف نفسه، حتى ولو أعلنوا عن ذلك.
تعلن الشركة الفلانية عن “نوايا” لشراء شركة أو مشروع جديد!؟ هل يعلن رجل الأعمال عن نواياه أم يعمل في الخفاء والسر إلى أن يحقق الهدف ثم يصرح؟ ومن مواقع الانترنت المضحكة موقع “تداول” قسم الإعلانات فهو يسمح بالإعلانات “المبوبة”!، وفيه الكثير من أخبار النفي الموسمية، حتى انه يمكننا ونحن مطمئنون أن نطلق على شركاتنا المساهمة شركات النفي، هذا الموقع متاح للشركات لتنشر فيه كل ما تريد وبالأسلوب المريح لها، وهو غالباً يكون أسلوباً مخاتلاً وملتفاً، ينفي ولا ينفي، ينوي ولا ينوي، “جاك الذيب جاك وليده”، ولقد لاحظت هذا على موقع “تداول” الخاص بإعلانات الشركات المساهمة منذ زمن وقدمت نصائح إعلامية ، لكن لا أحد يقدر الاستشارات المجانية… ومن  كاتب!! أعيد التأكيد على القضية لمعرفتي بأن الموقع رمح في أيدي أسماك القرش، أقول هذا مرة أخرى لافتراضي حسن النية التي هي المطية. إعلانات الشركات على موقع “تداول” أقرب إلى “الشات” منها إلى موقع رسمي يوجه أكبر سوق في المنطقة، في هذا “الشات” كثير من الفيروسات  واستغلال العبارات المطاطة، إنه لا يعرف الحسم هناك دائماً ثغرة ما، ولا أحد يحاسب، بالضمة أو يحاسب، بالفتحة، في مقابل هذا الوضع الكوميدي، ألاحظ اختراقاً سافراً للصحافة الاقتصادية من جانب بعض رجال الأعمال أو المستثمرين أو المستفيدين. أصبح من السهل عليهم أكثر من أي وقت مضى تمرير خبر يتم نفيه لاحقاً، أما ما تم خلال الفترة فهو الأهم، تجميع أسهم أو تصريفها، ثمن النفي سهل لدى البعض ولا يعلمون أنه يحطم الصدقية وهي لا تبنى بسهولة، وأصبح من السهل عليهم تمرير تقرير ينشر عن وضع ذلك القطاع  أو غيره ليهجره البعض أو يتكالبوا عليه وبعد فترة تظهر الحقيقة بعد وقوع الفؤوس على الرؤوس.
ومن واقع تجربتي الصحافية واجهت كثيراً من تلك المحاولات، وأعتقد أن رؤساء التحرير بحكم الخبرة يعلمون عن مثل تلك “الأفاعي…ل”!
المضرة تقع على القاعدة العريضة فهي تصدق ما ينشر في صحفهم، ولم أر موقفاً حازماً يعيد الاعتبار للصدقية، فهل تلحق بعض الصحف بموقع “تداول”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.