رقم “فانيلة” القارئ

تحرص البنوك السعودية على الإعلان عن حصولها على شهادة من مجلة أو جهة أجنبية، تقول الشهادة إنها الأفضل أو الأسرع وهكذا، يعلن عن هذا في الصحف بالألوان. والشكاوى على تلك البنوك من الداخل في تزايد، فهل يعتقد القائمون على تحسين صورة البنوك أن ذلك يغير من الواقع شيئاً؟ بالتأكيد الجواب بالنفي، والشهادة الحقيقية تأتي من الفئة العريضة من عملاء البنك ويكتب لي قارئ متابع شكوى، إذ استخدم القارئ الكريم بطاقة “فيزا” من أحد البنوك وتم رفض العملية فدفع نقداً ثم فوجئ بأن المبلغ خصم من حسابه، فاتصل على البنك فقيل له اكتب خطاباً ثم اتصل بنا وكتب واتصل أكثر من 30 مرة بحسب رسالته، والجواب أنه لم يصلنا شيء من البنك المنفذ للعملية، وله سنة كاملة على هذه الحال، ويقول القارئ إنها حصلت أيضاً أكثر من مرة من البنك نفسه!؟ ولأني أحاول التوثيق في ما أكتب فقد طلبت منه الاسم الكامل ورقم الهاتف، فأوضحها لي وتطوع بتقديم رقم “فانيلته”! ولن أكشف عن مقاس القارئ خوفاً من أن “يشده” البنك من طرفها!!.. وسألت نفسي من أين جاء اسم “الفانيلة”؟ وهل له علاقة بالفانيلا؟ ثم أوقفت رغبتي تلك، لأن هموم القراء “الساخنة” أحق بهذه المساحة.
وما زال بعض القراء يخفي ذكر اسمه، أحدهم لاحظ باستياء أن البلديات تصرف الأموال على سفلتة الشوارع داخل الأحياء، حتى تصبح مثل كف اليد، ويبدأ المفحطون في استغلالها، ثم يلجأ أهل الحي بوسائلهم الخاصة لوضع المطبات الاصصناعية كيفما اتفق، وهي لا تشوه فقط بل لها خطورة على السلامة بوضعيتها الارتجالية تلك، نوجه نداء إلى الأمانات والبلديات، ضعوا مواصفات محددة لمطباتكم الاصطناعية استفيدوا من مطبات “طريق التحلية” الحضارية في الرياض، واجعلوا كل شوارع الأحياء “تحلية” ولو بالمطبات!! واطرحوا شعاراً جديداً يقول: “نحن نبني لكم مطباتكم”.
وبالبريد الالكتروني يرسل بعض القراء رسائل مكتوبة من أعلى إلى أسفل، في كل سطر حرفان أو ثلاثة لست أعلم السبب، خصوصاً أن الجهد هنا مضاعف، ولا يمكن للكاتب قراءتها وإذا ما حاول إصلاحها خلط “دابس على عابس” وأطالبهم بأن يستفيدوا من السطر كاملاً حتى ولو كان جهاز الكومبيوتر الذي يستخدمون منتجاً في الصين!
أما الفاكس فله قصة أخرى، وضعت رقم الفاكس الخاص لدى الاخوة الزملاء في اتصالات جريدة “الحياة”، لأن خدمة “الانترنت” غير متوافرة لدى الجميع، والاتصال التلفوني بالكاتب مرهق وغير عملي، كما أنه لا يعتد به توثيقياً في قضايا الشكاوى، وبحكم طول مدة التعامل مع الكومبيوتر وجدت أن قدرتي على فك بعض الخطوط تراجعت إلى الصفر فالمعذرة ممن أرسل فاكساً بخط غير واضح، هناك قاعدة ذهبية لتكتب بخط يدك خطاباً مقروءاً، تقول القاعدة: “أعط كل حرف حقه”.
وانتهز وكيل وزارة الصحة لبنوك الدم عبدالله بن زامل الدريس مقالي عن انخفاض أعداد المتبرعات السعوديات مقارنة بالذكور فأرسل فاكساً بسرعة يشكرني فله مني الشكر والتقدير، ويذكرني وهو على حق أنه قد فتح حساباً جارياً في الآخرة للمتبرعين ولم ينس دعوتي للتبرع بالدم… أقول “ابشر… من ذراعي!”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.