“أبو قذيلة”

اكتشف “أبو قذيلة” يلّي – على طريقة الأخوة اللبنانيين – “وش حليله” أسلوباً مناسباً للاستفادة من “أبو نعيلة” والابتعاد عنه في الوقت نفسه، المشكلة تكمن في أن “أبو قذيله” انزعج من محاولات “أبو نعيلة” الحثيثة لتقليده، إذا “كشّخ” بسيارة فخمة، اشترى مثلها “أبو نعيلة” بالتقسيط، وإذا سافر إلى أقاصي البلدان لحق به. صحيح أنه استلف تذكرة السفر وتكاليف الإقامة لكنه “يتصرمح” في الأماكن والمواقع نفسها، وإذا قرر “أبو قذيلة” الاستثمار في الأسهم مثلاً، قفز “أبو نعيلة” وجمع ما لدى العائلة والجيران وفتح محفظة. الاكتشاف الكبير الذي وجده “أبو قذيلة” يكمن في “العفريته”، وهي ليست الحرم المصون للعفريت الأزرق، بل “عفريتة” من نوع آخر، لدى كل واحد منكم “عفريتة” ليست كامنة في المنزل، حتى لا أُفهم خطأ! بل في السيارة، وهي آلة صغيرة الحجم كبيرة الفائدة تستخدم لرفع المركبة عند الحاجة، كتغيير إطار السيارة مثلاً، و”العفريتة” لا تفرق بين مركبة قديمة مهترئة وجديدة لامعة، إذا وضعتها في المكان المناسب وعلى الأرضية المناسبة وبقوة دفع مناسبة، يمكن أن ترفع أحمالاً ثقيلة، قوة خارقة وأنت وقدرتك على التوظيف، لكن “العفريتة” وحدها لا تعمل شيئاً فهي آلة صماء تحتاج إلى يد رافعة تستثمرها، من هنا جاءت فكرة “أبو قذيلة”، ليستطيع رفع سيارته، وكما قلنا سواء كانت السيارة في حال جيدة ورائعة أم أنها عبارة عن “خجمى”. هذه الفكرة ليست ابتكاراً محلياً فهي وجدت في مجتمعات أخرى، وبحكم طريقتنا الخاصة في الاستفادة مما وصل إليه الآخرون عملاً بالقاعدة الذهبية “نبدأ من حيث انتهى الآخرون”، أصْل الفكرة الأجنبية يتلخص بتوفير فرصة المشاركة لمن ليس لديهم سيارة إذا ما “ساهموا” في رفع العفريتة. بعضهم يستفيد توصيلة إلى موقع آخر يريد الوصول إليه، وبعض آخر يصبح شريكاً مثل “المعاوني” مع السائق صاحب المركبة، الذين ابتكروا هذه الفكرة كان لهم هدفا رائع وممتاز يستفيد منه الكل، ولأن لنا طريقتنا الخاصة جعلنا الاستفادة الكبرى من حق صاحب السيارة، لأن الأرضية المناسبة متوافرة له وليست متوافرة “للمعاوني والطرقي”، لذلك فإن القادم الجميل سيتحفكم بمزيد من الشركات المغلقة التي سيتم فتحها لكم بأسعار كبيرة، تحت مسمى “علاوة الإصدار”، اكتتابكم فيها بتلك الأسعار هو القوة التي تجعل “العفريتة” ترفع أسعار المركبة إلى العلالي، وبحكم أنه لم يرم لكم سوى النزر القليل من رأس المال المطروح فإنكم في الحقيقة قمتم وعن علم وبصيرة أو “عمى… يعمي العدو” برفع الحصة الكبيرة المحتفظ بها وغير المطروحة.. “فووووق”، ولأن ذلك يتم بمباركة رسمية وبنكية من خلال استشارات الاكتتابات وتقويم الأصول، فليس لنا أن نقول سوى الله المستعان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.