هل خسر حزب إيران في العالم العربي؟

هناك محاولات مستميتة لإخفاء العدد الحقيقي لعناصر «حزب الله» المقاتلين في سورية، من شاركوا ومن يشاركون ومن قُتلوا، تبرز هذه المحاولات في آلة الحزب الإعلامية ومن مناصريه في الفضائيات، وأخبار أن قتلى الحزب في سورية أضعاف قتلاهم في المواجهة مع إسرائيل أصبحت مصدر إزعاج لقيادة الحزب ويحاول التقليل من ضررها.
نقطة الضعف هنا أن الحزب بنى حضوره وحاضنته والمؤيدين له من خارج الطائفة على مواجهة إسرائيل ولمعان قبة المسجد الأقصى وحقوق الفلسطينيين المضطهدين، لكن واقع الحرب في سورية كشف صورة مغايرة.
من نافلة القول إن لدى إيران وإسرائيل هدفاً مشتركاً، هو فرض الهيمنة على العالم العربي، ويمكن لهما الاتفاق على ذلك من دون طاولة مفاوضات.
«حزب الله» في لبنان لم يخفِ الصبغة الطائفية، بل هي المكون الرئيس المعلن له، وعلاقته الجذرية بإيران أيضاً معلنة منذ التأسيس، حاضرة في كل خطاب لأمين الحزب ومعاونيه، وهو أذكى من إعلان الطائفية كما يفعل من يطلق عليهم «مجاهدون»، ومع ذلك ولأن العدو المعلن إعلامياً هو إسرائيل تمّ تقبّل الحزب داخل لبنان وخارجه، والحزب ذكي، ففي كل نشرة أخبار في قناته يعطي مساحة مهمة لأخبار الفلسطينيين ومعاناتهم مع الدولة الصهيونية، هذا يتفق مع الخطاب الإعلامي الإيراني ضد إسرائيل، نعم هو خطاب معد للاستهلاك العربي ومنه تمّ النفاذ.
الدول العربية خصوصاً في الخليج تمّ سحبها للمواجهة مع إيران، الأصوات التي ارتفعت منذ أعوام لوضع إيران أولوية عداوة قبل إسرائيل، هل كانت بريئة، أم سائرة في ركب الخدع الأميركية في أحسن الأحوال؟ مثلاً لماذا لم تطالب تلك الأصوات بحضور خليجي في مفاوضات الملف النووي؟ كيف تمّ التغافل عن هذا، مع أن الخطر النووي – سلمياً كان أم عسكرياً – أول من سيدفع ثمنه دول الخليج؟
هل خسر حزب إيران في العالم العربي؟ نعم، هناك خسارة يعالجها الحزب إعلامياً، إنما في النهاية هو ورقة يتم استخدامها، ولكل ورقة مدة صلاحية، لكنه لم يكن الخاسر الوحيد، الخسارة هي للعرب دولاً وشعوباً، والرابح هما إسرائيل وإيران بمباركة غربية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.