في خطوة تكتيكية انسحب المتسولون من الشوارع وإشارات المرور، ولا بد من أن نشكر رجال الأمن على ملاحقتهم والقبض على بعضهم. انسحب المتسولون، و99.9 منهم ممن أراهم في الرياض هم من اليمنيين الهاربين أو المهربين، الذين يسيئون لسمعة بلادهم ولإخوانهم العاملين بشرف في بلادنا، مثلما أساؤوا إلى عاطفتنا الإنسانية وجعلوا قلوبنا أكثر قسوة بسبب نصبهم وخداعهم… وآثارهم الاجتماعية والاقتصادية السلبية معروفة.
انسحبوا تكتيكياً إلى المساجد أولاً، وأصبح من المعتاد وجودهم بعد صلاة الجمعة، ما أن يسلم الإمام التسليمة الثانية إلا وتسمع أصواتهم قد علت على أصوات الاستغفار، يتاجرون بالمعوقين والأطفال وكبار السن، التكتيك الآخر يستخدم الظلام وسيلة. وبعد خروج المصلين من صلاة المغرب أو العشاء داخل الأحياء وخارجها، يجدونهم ينتظرونهم أمام سياراتهم أو يلاحقونهم إلى أن يصلوا إليها، ثم يبدأ مسلسل الادعاء بالإصابة بالجوع أو الديون وربما الرقاب. ثم بدأت إشارات تطور جديد لافت لمسته بنفسي، أصبح بعضهم يستخدم كبار السن منهم لطرق أبواب المنازل! ويفضل هؤلاء أوقات ما بعد المغرب.
بعدما ما طفت هذه الظاهرة على السطح وتذمر الناس وعلت الأصوات سمعنا عن لجان مشتركة تبحث في هذا الأمر، وجاءت الوفود من اليمن، كما قالت الأخبار، ولا نجد أثراً يذكر سوى زيادة الأعباء على رجال الأمن والسكان.
وحتى نستطيع محاصرة عصابات التسول، أقترح أن يتم تفعيل دور المساجد، لا يعقل أن تكون المساجد في حال حياد أمام هذه الظاهرة السلبية، والاقتراح بأن يكون هناك تفاعل ما بين رجال الأمن والمساجد من خلال وزارة الشؤون الإسلامية، ويتم توجيه القائمين على شؤون المساجد بالتحفظ على كل متسول، والإبلاغ عنه وتسليمه لرجال الأمن، ثم لا بد من التحرك لحسم قضية تهريب المتسولين من الأطفال والشباب والشيوخ، يمكن لنا أن نبحث ونفكر في أفكار جديدة للحد منهم، الإسراع في تفعيل دور قبائل الحدود الذي أشرت إليه في مقال سابق في غاية الأهمية، ثم لا بد من وضع عقوبة كبيرة ومعلنة لكل محترف للتسول.
لست أعلم ما العقوبة الحالية؟ ربما لا تتجاوز أن تكون الإعاشة في السجن مجاناً ثم الترحيل على حساب الدولة، فماذا ستخسر عصابات التسول؟! وإذا تذكرنا أن الدولة أعلنت عن أكبر موازنة في تاريخها، ماذا يمكن لنا أن نتوقع؟!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط