تقدم لنا الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) نموذجاً لمن يريد تطوير العمل وتخفيف العناء على المحتاجين، بما يكفل حفظ كرامتهم واحترام ذواتهم، استطاعت “إنسان” وهي جمعية خيرية أي أنها ليست وزارة أو هيئة لديها جيش من الموظفين والفروع، استطاعت أن توفر لمن تخدمهم من الأيتام والأرامل بطاقات ممغنطة، الأولى منها للحصول على المصروف الشهري مباشرة بعد الاتفاق مع شركة الراجحي، والثانية بطاقة تتيح للمستفيدين شراء حاجاتهم من المواد الغذائية بالاتفاق مع مراكز العثيم، بحيث تخصم كلفة هذه المواد من حساباتهم لدى المصرف.
ولعلنا نقارن هذا المشروع الذي نتمنى له النجاح بالعناء الذي تحمّله المستفيدون من الضمان الاجتماعي من المسنين والأرامل والمحتاجين، خصوصاً إذا ما وضعنا في الاعتبار كثرة السرقات وحالات النصب وعناء المواصلات، وهم بحكم أوضاعهم الاجتماعية والصحية مؤهلين لأن يكونوا من ضحاياها، هذه التجربة الجديدة على العمل الخيري في جمعياتنا الخيرية مطلوب نشرها والعمل بمثلها، من الواجب علينا عندما نقدم المعونة إلى المحتاجين أن نحفظ كرامتهم وكرامة أبنائهم إذا ما أردنا أن يصبحوا أفراداً أسوياء منتجين في المجتمع،
أيضاً طورت جمعية “إنسان” في أسلوب توزيع لحوم الأضاحي، وأبرمت اتفاقات مع شركات لحوم متخصصة هي “لبون” و “أنعام بلاد” بعد أن يحصل المستفيد على كوبون من فروع هذه الشركات.
هذه التجربة تشير إلى أنه إذا توافرت الإدارة النشطة والعزم والدعم فإن التحديث والتطوير ممكن، والأفكار الجديدة يمكن تطبيقها بما يسهل على المستفيدين الحصول على حاجاتهم وما يطمئن المتبرعين إلى وصول تبرعاتهم بأيسر السبل وأقلها عناء.
وبخصوص الأضاحي أعتقد أن على جمعية “إنسان” أن تنشر الفتاوى الشرعية الخاصة بذلك، وتشرح بشكل أوضح أسلوب تقديم لحوم الأضاحي إلى مَنْ ترعاهم، حتى يتبين الناس ونحن مقبلون بعد أيام على العيد الأكبر، كما أن على “إنسان” التي طرحت هذه التجربة الفريدة أن ترعاها وتراقب تنفيذها سواء من المصارف أم الشركات، لأن القطاع الخاص عودنا للأسف على الاهتمام برأس المال الكبير وترك الصغير في آخر الطابور، فكيف إذا كان يتيماً، كل الشكر والتقدير للقائمين على هذه الجمعية، وعلى الجمعيات الأخرى أن تستفيد من هذه التجربة ولتنتهي تجمعات المحتاجين أمام الأبواب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط