أعتبر إطلاق مشروع “مدينة الملك عبدالله الاقتصادية” إنجازاً فريداً يحسب للهيئة العامة للاستثمار، وأصفه بالمعجزة لأنه تلافى كل العوائق التي كثرت الشكاوى منها من جانب المستثمرين المواطنين وغيرهم. وبإطلاق هذا المشروع وبالزخم الإعلامي الذي عايشناه أستطيع القول إن الهيئة العامة للاستثمار أحرجت المستثمرين المحليين، لقد أصابنا إخواننا بالصداع من كثرة شكاواهم من العوائق البيروقراطية وأثبتت الهيئة العامة للاستثمار بإطلاقها مشروعاً ضخماً مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، أن رؤيتهم غير دقيقة وغير منصفة، وأنهم يبحثون عن أعذار وتبريرات ليحجبوا تقصيرهم، وزاد من زخم نجاح الهيئة أن التدشين تم على أعلى مستوى.
وقرأت الكثير مما كتب عن المدينة المشروع وتوقفت عند بعض المقالات لعل أبرزها بحسب اطلاعي، ما كتبه الدكتور أحمد العيسى في صحيفة الرياض في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة، والذي طالب فيه بالشفافية، وتساءل عن سبب عدم التهيئة والإعلان قبل وقت مناسب عن مشروع ضخم مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وبين أن الدهشة أصابته مثل كثيرين غيره عند مطالعة الإعلان، وأتفق وأختلف مع الدكتور العزيز، مبدأ الشفافية متفق عليه، لا خلاف على ذلك، لكن إذا كانت الشفافية ثمناً موقتاً لعلاج البطء والتسويف والتأخير في الإنجاز فأهلاً بهذا الثمن، ندفعه عن طيب خاطر. في الأصل علاقتنا بالشفافية يكتنفها كثير من الضبابية، ونحن نتحدث عنها أكثر مما نتعامل بها، دعنا نطالب بالشفافية بعد وليس قبل ونستفيد من هذا النموذج، لقد أُتخمنا من كثرة المنتديات والندوات والاحتفاليات الاقتصادية والاستثمارية وخطط إنشاء المشاريع والاجتماعات التي لم تسمن ولا أغنت من جوع لفرص عمل وفرص استثمار لأموال ضخمة تبحث عن قنوات استثمارية فلم تجد فكان أن فتحت لها القنوات يميناً وشمالاً.
لقد وضعت الهيئة العامة للاستثمار المستثمرين المحليين مجموعات وشركات في موقف حرج، وهذا الإنجاز الفريد يشير إلى أن الهيئة قد اكتشفت وطورت سبلاً سهلة ممهدة لإنشاء المشاريع الضخمة بعيداً عن روتين الإدارات الحكومية الأخرى التي لم يتبق مستثمر محلي أو أجنبي إلا وأبدى انزعاجه منها. الهيئة العامة للاستثمار كما نصت عليه المهام الموكلة إليها معنية بشؤون تنمية الاستثمار في البلاد، وفي البند الأول من هذه المهام “إعداد سياسات الدولة في مجال تنمية الاستثمار المحلي والأجنبي”، ولأنها نجحت في إطلاق مشروع المستقبل “مدينة الملك عبدالله الاقتصادية”، ولم يعد توصية في منتدى، بقي عليها أن تعلن لنا، كيف حققت هذا النجاح وفي هذا الوقت القصير؟ ليس لأجل الشفافية بل ليصبح طريقاً واضحاً لكل المستثمرين الذين أصابونا بالصداع .
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط