عودة أجواء 11 سبتمبر

تم إحراق مسجد في الولايات المتحدة الأميركية، ثم هجوم إرهابي على مصلين في كندا المعارضة لقرارات ترامب، فهل ترحيبها بالعالقين في منافذها، ممن لم تسمح لهم واشنطن بالدخول، سبب لاستهداف مسجد ومصلين فيها؟! ومن يقف وراء ذلك؟
إن الإرهابيين الذين قتلوا المسلمين المصلين لايريدون خيراً بالغرب أيضاً ولا بترامب.
الأجواء تشبه أجواء ما بعد الـ11 من أيلول (سبتمبر)، والتجييش لا يختلف عن تلك الفترة، تعيد الإدارة الحكومية الأميركية في مطلع عهد ترامب أخطاء بوش الابن الكارثية، ومع أن ترامب في حملته الانتخابية انتقد بعض ممارسات ولاية بوش الابن، إلا أنه يسير مسرعاً إلى المحصلة نفسها.
لا يمكن أن تكافح التطرف بتطرف مضاد ولا إرهاب الأفراد والجماعات الإرهابية المسلحة بإرهاب دولة، هذا ما لم يستوعبه ترامب، كما لم يفهمه بوش الابن قبله.
وفي «تويتر» يحاول بعض المستترين من «الصفويين»، التصيد ونفث أحقادهم ضد السعودية ودول عربية أخرى، لأن قرارات واشنطن لم تشمل مواطنيها، لهؤلاء أقول: السعوديون لا يكرهون أميركا البلد والشعب، إنهم ضد مواقف سياساتها الخارجية في فلسطين، وتالياً في العراق وسورية، وضد احتضان إدارة أوباما نظام الملالي المتوحش في العراق وسورية، لكن بعض الذين هواهم صفوي يغيظهم ذلك، وموقف السعوديين الثابت من قضايا عربية وإسلامية يشاركهم فيه غالبية العرب والمسلمين الشرفاء.
لقد تضرر مواطنون سعوديون كثر، ومؤسسات سعودية وشركات ورجال أعمال، من تداعيات هجمات الـ11 من سبتمبر، وثبت لاحقاً بعد سنوات طويلة من الركض في المحاكم والسجون براءتهم! وتم تبشيع صورة السعودية وربطها بالإرهاب، ولم تكن إيران – حاضنة بقايا تنظم القاعدة الإرهابي في طهران وقم – بعيدة عن هذا.
إن من نختلف معه هو الثور الهائج الذي ركبت عليه واستغلته طهران وعملاؤها في العراق، ليحطموا الدولة العراقية ويفرقوا بين مكونات شعبها، شقوا صفوفه بين حزب الحسين وحزب يزيد، حتى تحولت بلاد الرافدين إلى «ضيعة» إيرانية تمتص مواردها وتقتل شعبها باسم الولي الفقيه وثأرات الحسين الذي قتله أجدادهم، الواجب على هؤلاء، إن كان فيهم ذرة إخلاص لبلادهم، أن يستنقذوه من نظام الملالي أو يصمتوا.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.