ظل شجرة

في عام 2018، بمشيئة الله، سيتم الانتهاء من تنفيذ وتشغيل مشروع النقل العام في الرياض بحسب المعلن، نتمنى أن يتم الوفاء بحسب الموعد، وخلال فترة التنفيذ الطويلة تم إزاحة الكثير من الأشجار، لا أعرف عددها في الحقيقة لكن لأن أغلب التشجير في العاصمة في الطرق الرئيسة فإن العدد المتوقع كبير، ومسار المشروع كما هو معروف على هذه الطرق الرئيسة، ولم يتم إضافة بديل مناسب من الأشجار والمساحات الخضراء تعويضاً في مواقع أخرى من المدينة الكبيرة، التي تشكو أساساًَ من ندرة المساحات الخضراء، وتراجع الاهتمام بالتشجير، بل وإهمال القائم منه من حيث العناية.
ومع متطلبات مشروع النقل العام في الرياض أيضاً قامت أمانة المدينة قبل سنوات بتغييرات مؤثرة تم اقتلاع نخيل وأشجار في طرق مختلفة وميادين من دون حاجة تذكر فقط لتغيير المنظر، ولم يتم إعادة زرعها في مواقع أخرى.
من هنا نعلم بمدى التصحر، الذي أصاب المدينة، زيادة على واقعها الصحراوي، ولا يبدو أن الهيئة العليا المشغولة بالنقل العام التفتت إلى هذا بدليل عدم محاولة سد النقص فضلاً عن الإضافة.
والرياض، المدينة، بحاجة إلى فكر جديد يتعامل مع واقعها من حيث تحسين البيئة، ولا أطالب بتكييف، لكن لماذا لا نفكر؟ فمع ضرورة زيادة المساحات الخضراء وإرشاد السكان إلى أفضل أنواع الشجر من مختلف النواحي، وبث التوعية، يجب التفكير في المسببات التي تزيد من درجات الحرارة، أي تلك المسببات التي هي من صنعنا أو بسبب طريقة عيشنا، مثل الإسفلت والأسمنت والعوادم. هي دعوة للتفكير، هل هناك إمكان إيجاد بدائل أو تخفيف أثر ما لا يمكن توفر بدائل له، وإضافة عناصر جديدة، منها الاهتمام بالمساحات المظللة في تصميم المباني؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.