“ومن باب الأمانة أردّ على نفسي كناقد سابق وأردّ على جميع النقاد بأن مجلس الشورى يعتبر نموذجاً مشرفاً للديمقراطية الحقيقية في الطرح والحوار والاختلاف”.
هذا النص من مقال لعضو مجلس الشورى الأستاذ عبدالله صادق دحلان نشر في جريدة “الوطن”، وله الحق في قول ما يراه. بالنسبة لي أنا المواطن الموقع أدناه، لم أرَ أي نتيجة تذكر على أرض الواقع “للنموذج المشرف للديموقراطية الحقيقية”. إذا كان المقصود حرية “الكلام” وإبداء الرأي، أبشّر العضو الكريم بأنها موجودة منذ سنوات في المجالس والمقاهي، وهي موجودة إلى حد جيد وبمؤشر يتصاعد في الصحافة منذ زمن، لكن المواطن ليست له علاقة بهذا النموذج القابع تحت القبة، إنه يبحث عن نتائج يلامسها في معيشته، فهل استطاع “النموذج المشرف للديموقراطية الحقيقية” أن يحسن من الخدمات مثلاً؟ القائمة تطول الخدمات والحال الأمنية وتكاليف المعيشة والبطالة والسعودة… إلخ، وللردّ على مَن سيقول إن هذا خارج نطاق صلاحيات المجلس، أقول إن هذا هو أقل ما يحتاج إليه وينتظره المواطن منه، وعليه بدلاً من “ديموقراطية النخبة تحت القبة” أن يسعى إلى إصلاح صلاحياته، وفي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – الأخيرة في المجلس أكبر محفز وداعم، فماذا عمل المجلس الموقر في قضية مكافحة الفساد والفقر واحتكار القلة وتراخي الجهات الرقابية؟ و…! هل اكتفى بتبادل الآراء الديموقراطية؟ هل هو قريب مما يحصل على الأرض لرجل الشارع وربة المنزل؟
دعونا ننظر إلى كارثة طازجة، كارثة الأسهم السعودية الغارقة منذ شهرين، أولاً تأخر المجلس في التفاعل مع هذه الصاعقة، تأخر لا مبرر له، وحينما التفت إليها لم يحرك ساكناً. التجزئة مطروحة من قبل، ومقترح صندوق التوازن أهمل، وصمت المجلس.
أيضاً انظر إلى ما هو أهم، طالب المجلس بعض كبار المسؤولين في وزارة المال وهيئة سوق المال بالحضور للاستماع إليهم ولمعرفة حقيقة ماذا يدور في سوق الأسهم، بعد أن وقعت الفأس في الرأس وتعدت لتخترق الحجاب الحاجز لصدور غالبية المواطنين، ورفض الطلب أو تم الاعتذار! وصمت المجلس، وكأن القضية قد انتهت! إذا أراد مجلس الشورى أن يقوم بواجبه، فعليه أن يحقق بسرعة لمعرفة ماذا يحصل في سوق الأسهم ويعلن نتائج هذا التحقيق بدلاً من أن ينتف المواطن في الداخل من المؤسسات المالية الحكومية، وفي الخارج من انتهازيي القنوات الفضائية، أما إذا كان المجلس قانعاً بـ “ديموقراطية النخبة تحت القبة” ليصبح مزاراً لكبار ضيوف الدولة فهذا أمر آخر، وحتى في هذا الصدد لقد احتوت كلمة الرئيس جاك شيراك التي ألقاها في المجلس آراء كان على أعضاء في المجلس الردّ عليه وعليها وإيضاح وجهة نظر بلادنا، لكن يظهر أن بث “الديموقراطية الحقيقية” انقطع في تلك اللحظة!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط