دعابة قتل الأطفال

“لقد جذبت أختها الصغيرة نحوي ووضعتها أمامي، وعندما بدأت طلقات الرصاص في التطاير انفجر الدم من بين عينيها، فضحكت بجنون… قمت بتفجير هؤلاء (……)* الصغار إلى الآخرة… كان يجب عليهم أن يعرفوا أنهم (……)* مع مشاة البحرية الأميركية”.
هذه مقاطع مما سمي بأغنية أنشدها الجندي الأميركي “جوشوا بيلي” في لحظات نشوة وابتهاج مع رفاقه. مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) أدان هذه “الأغنية”، وطالب وزارة الدفاع الأميركية بالتحقيق، وبحسب “كير”، يعرض الشريط أغنية مصورة مدتها أربع دقائق، بثت على الانترنت منذ شهر آذار (مارس) الماضي، بعنوان “فتاة حاجة”، ويستخدم عنوان الأغنية لفظ “حاج” في الإشارة إلى الفتاة العراقية، علماً بأن هذا اللفظ يستخدم بدلالة سلبية من بعض أفراد القوات الأميركية في العراق عند الإشارة إلى العراقيين.
بعد مطالبات “كير”، وصف مسؤول في سلاح مشاة البحرية الأميركية الشريط بأنه “غير لائق وغير حساس”!
أما الحساسية والإحساس الأميركي فأكثر منهما في العراق لا يوجد على الإطلاق، تحول البلد إلى بركة دماء، وتبخرت وعود الحرية وحقوق الإنسان، لم يمتهن الإنسان مثلما امتهن في العراق على يد الجيش الأميركي تارة، وعلى يد فرق الموت تارة أخرى، يكشف لنا الدكتور جمال حسين من البصرة في حلقات تنشرها له صحيفة “القبس” حقيقة فرق الموت ومن أنشأها وكيف انتشرت.
معلومات مروعة سأحاول تخصيص مساحة أخرى لاستعراضها، لنحاول معاً الوصول إلى حقيقة ما يحدث ويدبر، وماذا يخبئ المستقبل الأميركي للعراق وللدول المجاورة.
الجندي “جوشوا بيلي” صاحب الأغنية نقلت “رويترز” عنه تصريحاً إلى صحيفة أميركية قال فيه: “إنها أغنية ألفتها، ولم تكن أكثر من مجرد فكاهة”، وأضاف الجندي الذي عاد من العراق في آذار الماضي قوله: “إنني أعتذر عن أي إساءة ربما تكون جرحت المجتمع الإسلامي، هذه الأغنية كتبت على سبيل الدعابة، ولا تستهدف أحداً أجنبياً أو محلياً” انتهى.
بماذا يمكن وصف شخص يبتهج وينشد أغنية وسط حضور من زملائه، لمنظر انفجار الدم من بين عيني طفلة بريئة، هل هو سفّاح مريض؟ ومن يردد معه هل هو مصاب بالهوس ذاته؟ وكيف يمكن فهم مثل هذا في سياق التبرير بأنها مجرد دعابة وفكاهة! لا يقصد بها أحد بعينه؟ هل يقتل الجندي الأميركي المدنيين في العراق على سبيل الدعابة والتسلية؟ هل هذا هو التفسير للإفراط في القتل؟ لم يعد من الجائز تصنيف هذه الممارسات بأنها أخطاء فردية، لكثرتها، هي جرائم حرب، لهذا نفهم الحرص الكبير على الحصانة التي حصل عليها الأميركي منذ بداية الاجتياح، فهو لن يتهم أو يلاحق بجرائم الحرب.
السؤال الضخم هل انتصر صدام حسين على المشروع الأميركي وهو في السجن؟

* (……) كلام مسيء لا يُحبذ ذكره.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.